فى مثل هذا اليوم من عام 1999م، تمت إعادة عرض لوحة "العشاء الأخير" بعد عمليات ترميم استمرت 22 عاما، هى اللوحة الأخيرة التى أبدعها الفنان ليوناردو دا فنشى، والتى وجدت على جدار غرفة الطعام بدير السيدة مريم فى ميلانو.
وتم ترميم اللوحة لمدة طويلة بسبب لجوء دافنشى إلى التلوين المباشر على الحائط ليحصل على حرية أكبر فى تنويع الألوان، وأدى ذلك إلى سرعة تلف اللوحة واحتياجها إلى عمليات ترميم متعددة كان أولها بعد عشرين عاما فقط من إنهائها، كما أن دافينشى اتخذ وقتًا طويلة لرسم اللوحة التي انتهى منها في عام 1495م، وأخذت كل هذا الوقت بسبب تفاصيلها الكثيرة.
وتم حجب اللوحة خلال الفترة الأخيرة بسبب فيروس كورونا، الذى انتشر فى جميع أنحاء العالم، فى 2020، ولكن سرعان ما عاد الدير الذى يضمها فى مدينة ميلانو فى 2021م ليجذب عشاق الفن من عاصمة إقليم لومبارديا والمناطق المحيطة بها، لكن الوقت لم يحن بعد لفتح الباب أمام حشود السياح المألوفة.
وقالت أليساندرا فابرى، إحدى المسؤولات عن المتحف آنذاك: "إنها بمثابة ولادة جديدة، كأننى أعيش مرة أخرى، إنها فرصة للهروب بعد هذا الوباء الرهيب، للسمو الروحي، ولتحريك المشاعر مجدداً".
ولدى عرض اللوحة تتناوب مجموعات صغيرة لا تتعدى 12 شخصاً بصمت كل 15 دقيقة أمام اللوحة الجدارية التى رسمها عبقرى عصر النهضة فى دير سانتا ماريا ديلى غراتسيي، بعد الفحص الإلزامى لدرجة الحرارة عند المدخل، حسب ما جاء بوام 24، نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية، كما ذكرت أن وهذه التحفة الفنية التى تمثل العشاء الأخير للمسيح مع رسله الاثنى عشر، وفيه أبلغهم أن أحدهم سيخونه، رسمها دافنشى بين عامى 1494 و1498 على جدار قاعة طعام الدير.
كان ليوناردو دا فينشى حالة نادرة للغاية، وبحكم طبيعة معجزته، كان ماهرًا للغاية في الرياضيات وعمل في فن النحت وفاق في التصميم كل الآخرين، كما كانت لديه اختراعات رائعة، ولكنه لم يلون الكثير منها لأنه لم يكن - كما يقال- راضيا قط عن نفسه، وبالتالي فقد كانت أعماله نادرة.
كما برع ليوناردو فى الهندسة أيضًا واشتهر كمهندس خلال فترة حياته، مستخدمًا ذات المنهج العقلاني والتحليلي الذي اتبعه في دراسة وتقصي جسم الإنسان وعلم التشريح، فدرس وصمم عددًا مذهلاً من الآلات والأدوات.