يستعد فريق العاصمة الإسبانية ريال مدريد، للقاء نهائي دورى أبطال أوروبا، الذى يجمعه مع فريق ليفربول الإنجليزى، على ملعب فرنسا في سان دوني، حيث يطمح "الريدز" في الوصول إلى اللقب السابع، فيما يتمنى "المرينجى" الإسبانى إلى تعزيز رقمه القياسى والوصول إلى لقبه الرابع عشر في البطولة.
وبعيدًا عن اللقاء المرتقب، يرتبط اسم ريال مدريد بواحدة من أشهر المدن الأوروبية، والمدينة الأهم على الإطلاق الآن في إسبانيا مدينة مدريد، ويوجد على خلاف كبير على أصل تسمية مدريد، فبحسب الأسطورة الأسبانية، فإن من أسس مدريد هو أوكنو بييانور ابن الملك تيرينيوس من توسكاني، ومانتوفا وكان اسم المدينة ميترأخيرتا "Metragirta" أو "مانتوا".
ويرجح البعض أن اسم المدينة الأصلي أورساريا "Ursaria" (أرض الدببة) باللاتينية، لارتفاع عدد الدببة في الغابات المجاورة، التي مع شجرة التوت (بالإسبانية: madroño، مادرونيو (رمز للمدينة من القرون الوسطى).
أما تأسيس المدينة الحديثة، فبدأ في عهد الأمير محمد الأول بن عبد الرحمن الثاني في عام 855م، وأطلق عليها اسم "مجريط"، وهو اسم أصله عربي يتألف من مقطعين هما: "مجرى" و"يط"، فالمقطع الأول هو عربي الأصل والمقطع الثاني، وجد بالبحث أنه لاتيني الأصل، ويعني "الكثرة"، ومن ثم فإنها تعني المدينة التي تكثر فيها مجاري المياه، وبقي هذا الاسم مستخدما حتى بداية القرن الثالث عشر، حيث ظهر لفظ "مدريد".
لكن على الرغم من كون المسلمين كانوا أول من أسسوا المدينة، إلا أنه لم يبق من السور الذي بناه أمير قرطبة محمد الأول إلا أجزاء قليلة، ربما كانت هي أقدم المباني القائمة في هذه المدينة، وكان في الماضي يمثل جزءا من الحصن الذي يحمي المدينة والذي تطورت بفضله المنطقة الحضرية لمدينة مدريد، ولكن لو سألت المارة وسكان البنايات بالشوارع المجاورة فلن تجد من يرشدك إلى مكان السور العربي إلا نادرا.
ويرى العديد من المؤرخين، أن مدريد تعتبر، بالمقارنة مع العواصم الأوروبية الأخرى، مدينة حديثة العهد، إذ يرجع تاريخ تأسيسها إلى ما بين عامي 852 – 886 إبان الحقبة الأندلسية، والتي كان يحكم فيها المسلمون شبه الجزيرة الإيبيرية، حين أمر أمير قرطبة، محمد الأول، ببناء قصر صغير يقع في مكان القصر الملكي الحالي في مدريد، وهذا هو أول تسجيل تاريخي عن وجود استقرار في مدينة مدريد، يعود إلى الفترة العربية الإسلامية، لافتا إلى أن محمد الأول كان قد أسس هذا القصر لغرض جعلها نقطة انطلاق لشن غارات ضد الممالك الصليبية في شمال الأندلس، موضحًا أنه بعد إنشاء قصر الأمير محمد، أطلق على المنطقة المحيطة به اسم "مجريط"، أي مجاري المياه أو منبع المياه.