رصد بسماء مصر والوطن العربى فى الساعات ما قبل الفجر صبيحة يوم أمس الأحد 29 مايو 2022 اقتران كوكب المريخ بكوكب المشترى حيث كانا فى أقرب مسافة ظاهرية، وفصل بينهما جزء صغير من الدرجة (0.3) بالأفق الجنوب الشرقى فى ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة.
وبحسب كتاب "العبادات الفلكية عند العرب قبل الإسلام: دراسة تاريخية" تأليف أدهام حسن فرحان العزاوى، وكان من ضمن تلك الكواكب التى ميزها العرب، كوكب المشترى، فاسمه لديهم مأخوذ من الشراء وهو الوضوح والظهور لضياء لونه وصفائه، ويقال إنه يسمى بذلك لحسنه وقيل لأنه نجم البيع والشراء، كان يسمى أيضا السعد الأكبر وأضافوا إليه الخيرات الكثيرة والسعادات العظيمة.
وكما كان يعتقد قبل الإسلام، فإن "مناة" كانت تعنى بالأقدار والحظ والمصير، من الولادة إلى الموت، وهي في التأصيل اللغوي من "المنايا"، فاشتقت مناة الأنثى من الاسم المذكر مَنَّان، أي المفضال والمنعام كما في قاموس المعاني.. وهذا دور كوكب المشتري إن تتبعناه أثناء حركته الثقيلة واستقامته الكاملة، فهو، وكما يقول أهل علم النجوم يغير الكثير أثناء مسيرته في الفضاء، لذا اتخذه الرومان إلهاً بعد أن آمنوا به وأطلقوا عليه اسم جوبيتر الذي خصوه بالقدر، لقيامه بالدور نفسه، وهو ذاته يدعى عند الاغريق زيوس المسؤول عن الصاعقة والرعد وتغيير قوى الطبيعة "كبير الأوثان" لديهم، ناهيك عن خلق الأساطير والقصص حول هذا الكوكب، وتقديم الأضاحي والنذور له، اعتقاداً بزيادة العمر ومنع الموت.
كان كوكب الزهرة يسمى عند العرب "عثتر"، والذي يرمز في معتقدهم، آنذاك، إلى القتل والحرب ضمن أدواره الأخرى.. وعثتر يشابه في صفاته أيضاً كوكب المريخ الذي يجاور الأرض، فأطلقت عليه العرب المريخ لأنه أمرخ الشكل، أي فيه بقع حمراء تشير في دلالتها الى القتل والدم، وقد نصبت لهذا الكوكب تمثالاً يرمز له، مثل غيره من الكواكب التي قدسوها خلال وثنيتهم، بعد أن رأوها بالعين المجردة.