كان التاريخ العباسى حافلا بالخروج ضد العباسيين، ومن ذلك ما قام به الخرز فى سنة 183 هجرية، وما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة":
فيها: خرجت الخزر على الناس من ثلمة أرمينية فعاثوا فى تلك البلاد فسادا، وسبوا من المسلمين وأهل الذمة نحوا من مائة ألف وقتلوا بشرا كثيرا، وانهزم نائب أرمينية سعيد بن مسلم، فأرسل الرشيد إليهم خازم بن خزيمة ويزيد بن مزيد فى جيوش كثيرة كثيفة، فأصلحوا ما فسد فى تلك البلاد.
وفيها توفى من الأعيان: على بن الفضيل بن عياض، فى حياة أبيه، كان كثير العبادة والورع والخوف والخشية، ومحمد بن صبيح، ويونس بن حبيب، أحد النحاة النجباء، أخذ النحو عن: أبى عمرو بن العلاء وغيره، وأخذ عنه: الكسائي، والفراء، وقد كانت له حلقة بالبصرة ينتابها أهل العلم والأدب والفصحاء من الحاضرين والغرباء، توفى فى هذه السنة عن ثمان وسبعين سنة.
ثم دخلت سنة أربع وثمانين ومائة
فيها: رجع الرشيد من الرقة إلى بغداد فأخذ الناس بأداء بقايا الخراج الذى عليهم.
وولى رجلا يضرب الناس على ذلك ويحبسهم.
وولى على أطراف البلاد.
وعزل وولى وقطع ووصل. وخرج بالجزيرة أبو عمرو الشارى فبعث إليه الرشيد من قبله شهر زور. وحج بالناس فيها إبراهيم بن محمد العباسي.
ثم دخلت سنة خمس وثمانين ومائة
فيها: قتل أهل طبرستان متوليهم مهرويه الرازي، فولى الرشيد عليهم عبد الله بن سعيد الحرشي.
وفيها: قتل عبد الرحمن الأنبارى أبان بن قحطبة الخارجى بمرج العلقة.
وفيها: عاث حمزة الشارى ببلاد باذغيس من خراسان، فنهض عيسى بن على بن عيسى إلى عشرة آلاف من جيش حمزة فقتلهم، وسار وراء حمزة إلى كابل وزابلستان.
وفيها: خرج أبو الخصيب فتغلب على أبيورد وطوس ونيسابور وحاصر مرو وقوى أمره.
وفيها: توفى يزيد بن مزيد ببرذعة، فولى الرشيد مكانه ابنه أسد بن يزيد.
واستأذن الوزير يحيى بن خالد الرشيد فى أن يعتمر فى رمضان فأذن له، ثم رابط بجنده إلى وقت الحج.
وكان أمير الحج فى هذه السنة منصور بن محمد بن عبد الله بن على بن عبد الله بن عباس.