صدر حديثاً عن دار الآداب للنشر و التوزيع، رواية تحت عنوان "سندريلات مسقط"، للكاتبة العمانية هدى حمد.
والرواية التى ألفتها الكاتبة هدى حمد، فنتازية و تقع أحداثها فى مطعم صغير مطل على البحر فى مسقط، و تحكى فيها الجنيات أو "السندريلات" الثمانية حكايتهن المختلفة .
ومن أجواء الرواية :"الجنّيات ما عدن يأتين لمسقط كما في سالف الأزمان، ليزحن قليلا من وطأة الواقع. الجنيات اللواتي يطرن ويتشقلبن ويغيّرن أشكالهن، ويشغلن الناس ليل نهار بأشياء كثيرة ما كانت لتحدث لولاهن.
الجنيات هجرن مسقط منذ أن أصبحت مضاءة بالكهرباء، ومنذ أن تجمد الناس في منازلهم الإسمنتية، وأصبح هدير مكيفاتهم وأصوات التلفاز أعلى من أصواتهن. بكثير من الدقة حدث ذلك، عندما انطفأ التأمل ومات الخيال. حتى إن واحدة منهن - أعني الجنيات - اصطدمت ذات مساء بـ "الدشّ" فوق سطح أحدهم وماتت دون أن يثير موتها أي ضجة تُذكر!.
لقد انسحبت الجنيات الى جبال مظلمة وبعيدة، وبقين هنالك يحصين الخيبات. لم تعد هنالك ظلمة للنخيل ليختبئن خلفها، ولا أفلاج ملتوية يسبحن فيها، لم تعد هنالك.
...عمتي مزنة التي كانت تقول "النهار حال حدْ والليل حال حدْ"، كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تتحول الى سندريلا. أمي وأبي والطبيب أدلوا بمبررات مختلفة لعدم تمكنها من ذلك، ولكن وحدي وحسب من كانت تعرف أن بئر جنيات عمتي جفّ. جفّ أبكر من المتوقع.
لكن حتى وإن افترضنا جدلا بأن جنيات مسقط مُتن جميعا، أو اختبئن بخجل، لأن أحدا لم يعد يستعين بهن أو يفكر بأوجاعهن في تلك العزلة، فإن تلك القوى الخارقة للتحول لا محالة موجودة في مكان ما، ربما تكون مطلقة في الهواء، وكلّ ما تحتاج اليه، هو كائنات قادرة على التقاطها، أو لنقل لديها الاستعداد لتفعل.
وهذا ما حصل تحديدا للسندريلات - وإن كان بعضهن ينكر الأمر - سأقول ذلك بجرأة الآن.. نحن السندريلات نتمتع الآن بقوى الجنيات الخائبات.
يذكر أن الكاتبة العُمانية هدى حمد، صدر لها العديد من الأعمال الأدبية، ثلاثة مجموعات قصصية هى "نميمة مالحة"، "ليس بالضبط كما أريد"، "الإشارة برتقالية الآن"، وروايتان؛ الأولى تحت عنوان "الأشياء ليست فى أماكنها"، و حازت على المركز الأول فى مسابقة الشارقة للإبداع العربى لعام 2009، وجائزة جمعية الكتاب والأدباء كأفضل إصدار في نفس العام، والوراية الثانية بعنوان "التى تعد السلالم".