نلقى الضوء على كتاب "التربية على المواطنة فى المناهج العربية" الصادر عن مركز المسبار، ويبدأ الكتاب بالتجربة الجزائرية فى التربية على المواطنة، إذ جعلت المنظومة التربوية فى الجزائر تكوين المواطن الإيجابى الصالح الواعى بحقوقه وواجباته تجاه وطنه، أحد أهدافها، خصوصا بعد عشرية الدم السوداء التى مثَّلت ذروة العنف، والتطرف الإسلاموى، وأكبر مهددات النسيج الاجتماعى، آمن المختصون التربويون، أن التنشئة الاجتماعية، تتم بواسطة التعليم، فحظيت التَّرْبِيَة على الْمواطنة باهتمام وافر عندما وضعت المناهج التعليمِية الحديثة.
أمّا الأنموذج العِرَاقيّ، فتناولته دراسةٌ أعدّها الأكاديميان وليد سالم وحسام الدين مجيد، حلل الباحثان البيانات المتعلّقة بقِيم الْمُوَاطَنَة ضمن المناهج التَربَوِيَّة للدراسة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فى العراق عدا إقليم كردستان، وغطت الدراسة وجود (11) قيمة رئيسة تشتمل عليها الْمُوَاطَنَة بصفة عامة، وتتمثل هذه القيم فى كل من: العدل والمساواة والحرية والحقوق والنزاهة والتسامح والمحاسبة والولاء للوطن والسلام والحفاظ على المال العام والتعاون.
فى التّجربة الأردنية، تناولت دراسةٌ اهتمام النّظام التّعليمى والمركز الوطنى للمناهج بالمُوَاطَنَة؛ ضِمن الرّافعة القانونيّة، التى تُرجِمت فى الإطار العام للمناهج التَربَوِيَّة، تحت عنوان "القضايا المشتركة والمفاهيم العابرة للمواد الدراسيّة"، وفيها حُددت مجالات ذات صلة بالْمُوَاطَنَة منها: المهارات الحياتية، والقضايا البيئية، وحقوق الإنسان، وبناء الشخصية، والقضايا الوطنيّة والإنسانيّة. اقترحت الدراسة أنموذجاً تضمّن استراتيجيات تنفيذ منهاج الْمُوَاطَنَة فى المدارس على مستوى تدريب المعلمين، وتعزيز قيمها فى وعى الطلاب، مقدماً أنشطة تطبيقية يمكن تنفيذها على الطلبة.