لا تزال هوية فنان الشارع البريطاني المجهول بانسكى، لغزًا يحاول المهتمين بالفن التشكيلى حول العالم الوصول إليه، إذا سألت أحد المهتمين بالفن التشكيلى العالمى، وخاصة فن الجرافيتى، فبالتأكيد سيكون بانسكى من ضمن أحد المعروفين بالنسبة له، لكن لو طلبت منه أن يصف لك هذا الفنان فى شكله أو طبيعته فسيتوقف عن الكلام بطبيعة الحال، فهو مجهول لا يعرف عنه العالم إلا فنه.
وبانكسي هو فنان جرافيتي إنجليزي مشهور ومجهول في نفس الوقت، يعتقد بحسب العديد من التقارير أن اسمه الحقيقى روبرت بانكسي من مواليد سنة 1974 وأصله من بلدة ييات القريبة من مدينة بريستول، لكن لا يوجد تأكيد على هوية بانكسي الحقيقية وسيرته الذاتية تبقى غير معروفة.
تساؤلات حول هويته
مرة أخرى أثارت الواقعة جدلا وتخمينات حول هوية بانسكي، ومن هي الشخصية الحقيقية التي تختفي وراء فنان الشوارع؟ وهو سؤال ظل بلا إجابة طوال أكثر من ربع قرن، وإن لم يخل الأمر من كل أنواع الشائعات حول شخصية الفنان البريطاني: هل هو عضو في فريق غنائي؟ أم شخصية نسائية تتخفى خلف شخصية رجل؟
كل ما يعرف هو أن بانسكي وصل إلى لندن عام 1990، واشتهر بأعماله المثيرة للجدل لما تتضمنه من نقد اجتماعي صريح فضلا عن إدانته للحروب والنزعات الفاشية ومجتمع الاستهلاك، وحصار غزة وغيرها من القضايا الإنسانية، ومن أشهر رسومات الجرافيتي التي لا تزال باقية في لندن بالقرب من هايد بارك تحمل شعار "تسوق حتى تسقط" ويصور سيدة تسقط في الفراغ مع عربة جرّ للتسوق.
سياسى بريطاني يستقبل بهمة "بانسكى"
ومؤخرًا قام السياسى ويليام جانون بتقديم استقالته من منصبه في المجلس السياسى على خلفيه اتجاه الأصابع له على أنه الفنان المجهول بانسكى، رغم نفى الأخير لذلك، مشيرًا إلى أن هناك عدد كبير من الناس طالبوه بإثبات أنه ليس بانسكى، وهذا ما جعله يرتدى سترة مدون عليها "أنا لست بانسكى".
وقد أفادت الصحف الغربية أنه على الرغم من نفى جابون أنه ليس بانسكى فأنه غير واضح من الذي أدلى بهذه المزاعم ولماذا؟، وجاء في حوار تكهن جانون بأن شائعة أنه بانكسى، بدأت من قبل مجموعة من أعضاء المجلس المنافسين، التي استغلت كونه فنانًا محليًا لتدعين تلك الادعاءات، وتلك الأزمة بدأت ذروتها عندما تم التصويت له كعضو مجلس في مايو الماضى، حسب ما جاء في عدد من الصحف والمواقع الغربية.
ولانتهاء تلك الجدل قرر جانون وزملاؤه أنه سيتعين عليه الاستقالة من أجل حماية مدينته من المزيد من الجدل، وكتب استقالته الذي حصلت عليه التلجراف قائلا: أتقدم باستقالتى لشعورى بضرورة حماية سمعة المدينة، وأن بانكسي لم يكن يتخيل أبدًا أن إخفاء هويته سيكون له ذات يوم تأثير غريب ومحدد.
مطرب أو موسيقى أربعينى
يعتقد الكثيرون أن بانسكي رجل في الأربعين من عمره من بريستول. ومنذ عام يؤكدون أن اسمه الحقيقي روب، وذلك بعد الحملة الترويجية التي دشنها منسق الأسطوانات (الدي جي) الشهير جولدي في إحدى الحفلات حينما قال “أعتقد أنه فنان رائع”، ليفتح بذلك الباب أمام تخمينات أخرى أن اسمه قد يكون روب ديل ناجا أو روبين جانينجام.
والأول من برستول وهو مطرب بفريق ماسيف أتاك (أو هجوم عنيف). وفي 2016 قام الصحافي الفني كريج ويليامز بعمل ريبورتاج صحافي نشره على مدونته جمع فيه البراهين المزعومة التي تؤكد فرضية أن ديل ناجا هو بانسكي، زاعما وجود رابط بين تواريخ جولات فريق “هجوم عنيف”، وظهور جداريات بانسكي في جميع أنحاء العالم.
على سبيل المثال في الأول من مايو 2010 ظهرت ست لوحات غرافيتي لبانسكي في سان فرنسيسكو بعد يومين من حفل للفرقة بالولاية. كما عثر ويليامز على أدلة على بصمة بانسكي والصلة بينه وبين الفريق الغنائي في تورنتو، حيث عزف روبرت ديل ناجا في المدينة الكندية يومي 7 و9 مايو 2010. وفي التاسع من نفس الشهر عثر على لوحات جديدة لبانسكي. يقدم ويليامز قائمة طويلة تعطي لمن يقرؤها دافعا قويا للاعتقاد بصحة مزاعمه حول شخصية بانسكي. ولكن ديل ناجا نفسه يرفض هذه الشائعات حيث أكد قبل عامين لصحيفة الديلي ميل أنه كان صديقا لبانسكي ولكنه ليس هو.
هناك من يقول إن بانسكي موسيقي وآخرون يقولون إنه ليس رجلا، بل سيدة، تقود جماعة من الفنانين المتمردين
فنون مغمور
أما الشخص الثاني المشكوك فيه فهو روبن جانينجام، وهو بالفعل فنان شارع، وقادم أيضا من بريستول، وكانت صحيفة الديلي ميل قد أكدت عام 2008 أن جانينجام هو بانسكي، ولكن بعد ثماني سنوات، أثبت باحثون من جامعة كوين ماري بلندن هذه المزاعم من خلال دراسة، اعتمدوا فيها على تقنيات علم الجريمة، حيث صمموا تخطيطا بيانيا لتقفي أثر بانسكي من الأعمال والأماكن التي يظهر بها جانينجام.
في تصريح للإذاعة البريطانية بي.بي.سي قال ستيف لو كومبر أحد أعضاء فريق البحث وأحد خبراء فن الشوارع “سوف يصدمني ألا يكون هو”، نظرا إلى أن اعتقاده في مصداقية الأدلة يصل إلى 75 بالمئة، على الرغم من إصرار جانينجام على الرفض التام لهذه المزاعم، فضلا عن أن بانسكي يوقع كتبه وأعماله الفنية دائما باسم “روبن بانسكي”
شاب مقنع
وبحسب تقرير نشره موقع " artnet" عام 2019، يعتقد أنه توصل إلى الفنان المجهول، وبحسب التقرير يعتقد أحد مراسلي الأخبار أنه قد اكتشف مقابلة تلفزيونية مبكرة مع الفنان المجهول، حيث عثر روبرت مورفي على لقطات لشاب يدعي أنه بانكسي في أرشيف ITV News أثناء إجراء بحث عن الفنان، نشر هذا الخبر القصير عن أول معرض رئيسي لبنكسي، بعنوان "Turf Wars" ، في أحد مستودعات East End London في عام 2003.
يضم المقطع رجلاً مغطى جزئيًا بقمصان شاق في العمل، في اللقطات، يستكمل استنسل حشرة سوداء ويرسم طفلاً يلعب بأحرف أبجدية مكتوب عليها "اقتل أكثر" - أعمال بانكسي المعروفة، قال الرجل الملثم لمراسل قناة ITV News، هيج جوردون، "أنا متنكّر لأنك لا يمكن أن تكون كاتبًا للكتابات على الجدران، ثم تنتشر على الملأ."