فى مثل هذا اليوم 8 يونيو من عام 632 م، رحل عن عالمنا أشرف خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين، محمد صلى الله عليه وسلم، وخلال تلك السطور نستعرض ما ذكرة المفكر الكبير عباس محمود العقاد عن مكانة نبى الله فى التاريخ من خلال كتاب "عبقرية محمد".
فماذا قال العقاد، ذكرالمفكر الكبير مكانة نبى الله محمد فى التاريخ قائلا : إن التاريخ كله بعد محمد صلى الله عليه وسلم متصل به مرهون بعمله، وأن حادثًا واحدًا من أحداثه الباقية لم يكن ليقع فى الدنيا كما وقع لولا ظهور محمد صلى الله عليه وسلم وظهور عمله.
وتابع العقاد: فلا فتوح الشرق والغرب، ولا حركات أوروبا فى العصور الوسطى، ولا الحروب الصليبية، ولا نهضة العلوم بعد تلك الحروب، ولا كشف القارة الأمريكية، ولا مساجلة الصراع بين الأوروبيين والآسيويين والإفريقيين، ولا الثورة الفرنسية وما تلاها من ثورات، ولا الحرب العظمى التى شهدناها قبل بضع وعشرين سنة، ولا الحرب الحاضرة التى نشهدها فى هذه الأيام، ولا حادثة قومية أو عالمية مما يتخلل ذلك جميعه كانت واقعة فى الدنيا كما وقعت لولا ذلك اليتيم الذى ولد فى شبة الجزيرة العربية بعد خمسمائة وإحدى وسبعين سنة من مولد المسيح.
وأضاف العقاد: كان التاريخ شيئًا فأصبح شيئًا آخر، توسط بينهما وليد مستهل فى مهده بتلك الصيحات التى سمعت فى المهود عدا من هبط من الأرحام إلى هذا الغبراء، ما أضعفها يومئذ صيحات فى الهواء، ما أقولها بعد ذلك أثرًا فى دوافع التاريخ ما أضخم المعجزة، وما أولانا أن نؤمن بها كلما مضت على ذلك المولد أجيال واجيال، وما أغناها أن نبحث عنها قبل ذلك بسنتين حيثما بحث عنها المنجمون والعرافون.