التاريخ مليء بالكتب، والخواتم، والأسلحة، وحتى الصخور القديمة البسيطة التي كان يعتقد الناس أنها مشبعة بقوى خارقة للطبيعة بما في ذلك كتاب الموتى المصري القديم.
وقد شجعت الطبيعة الرومانسية للقصص التي تدور حول مثل هذه الأشياء الغامضة مثل كتاب الموتى الناس على الاستمرار في الإيمان بمعتقداتهم، حتى مع وجود القليل من الأدلة لإثبات صحتها.
بالنسبة للمصريين القدماء كان الموت الجسدي مجرد خطوة أولى في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى الحياة الآخرة، حيث كانوا يعتقدون أن الروح تعيش تحت رعاية الآلهة، لذا احتاج المتوفى إلى تعاويذ وتعليمات ليبحر في طريقه إلى الخلود، هذه التوجيهات المكتوبة فيما يقرب من 200 تعويذة في كتاب الموتى تم نقشها على أوراق البردي الملصقة معًا لكنها ظهرت أيضًا على الجدران والتوابيت والتمائم وحتى أغلفة مومياوات قدماء المصريين من الطبقة العليا.
تضمنت التعويذات أدلة إلى بوابات العالم المظلم والحماية من مخاطره، حتى أن البعض منها كان يضم رسوما لحيوانات جارحة مثل الصقر، لكن المؤكد أن الفنون التى صاحبت كتاب الموتى ونصوص التعاويذ نفسها ما زالت تعيش على الحجر والبردي وفقا لموقع ناشيونال جيوجرافيك.
أما عن تاريخ تدوين كتاب الموتى فقد قد دون الفراعنة كتاب الموتى في عصر بناء الهرم الأكبر، ولا تزال نسخة منه محفوظة في المتحف البريطاني وفيه دعوات للآلهة وأناشيد وصلوات، ثم وصف لما تلاقيه أرواح الموتى في العالم الآخر من الحساب وما يلحقها من عقاب وثواب.
وقد شيد الفراعنة المعابد الضخمة إلى جانب المقابر التي لا تقل روعة وفخامة، حيث اعتقدوا في البعث وفى عودة الروح التي كانوا يرسمونها في صورتين متقاربتين "كا" أو"با" كما حرصوا على وضع كل الاشياء الخاصة بالمتوفى من طعام وحلي وكل ما كان يحبه في حياته معه في مقبرته، حيث يمكن لروح الميت أن تأكل وتشرب منها عند عودتها إلى الجسم، وقبل سعيها إلى الحياة الأخرى.