تمر اليوم ذكرى تمكن المسلمون بقيادة عمرو بن العاص من القضاء على آخر معاقل الروم في الإسكندرية وذلك بعد نحو عام من فتح أغلب مناطق مصر وخاصّةً حصن بابليون الذي كان يشكل عاصمة الحكم الرومي في مصر.
بحسب ما تذكره "موسوعة النجوم الزاهرة" لابن تغر بردى، فإن مصر (يقصد العاصمة الإدارية للبلاد وقتها) فتحت هى والإسكندرية فى نفس العام وذلك كما ذكر ابن كثير والواقدى، وقال أبو معشر: فتحت سنة عشرين والإسكندرية سنة خمسة وعشرين، وذكر بعض الأقاويل: فتحت مصر والإسكندرية فى ربيع الأول سنة ست وعشرين، ورجح ذلك أبو الحسن بن الأثير فى الكامل لقصة بعث عمرو بن الميرة من مصر عام الرمادة.
فيما ذكر فى أقاويل أخرى: فتحت الإسكندرية سنة خمسة وعشرين بعد محاصرة ثلاثة أشهرعنوة، وقيل صلحًا على اثنى عشر ألف دينار، وشهد فتحها جماعة كثيرة من الصحابة.
بينما يوضح كتاب "فتوح مصر وأخبارها وفتح إفريقيا والمغرب والأندلس" لعبد الرحمن بن عبد الحكم القرشى المصرى، أن الإسكندرية فتحت على يد الصحابى عبادة بن الصامت، وقال يحيى بن أيوب وخالد بن حميد أن المسلمين حاصروا الإسكندرية 9 أشهر بعد موت هرقل وخمسة قبل ذلك، وفتحت يوم الجمعة لمستقل المحرم سنة عشرين هجريًا، وفتح الإسكندرية كما حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث وهرب الروم فى البر والبحر، وخلف عمرو بن العاص بالإسكندرية ألف رجل من أصحابه، ومضى عمرو ومن معه فى طلب من هرب من الروم فى البر فرجع من كان هرب فى البحر إلى الإسكندرية فقتلوا من كان فيها من المسلمين إلا من هرب منهم وبلغ ذلك عمرو بن العاص، فكر راجعًا فتحها وأقام بها وكتب إلى عمر بن الخطاب أن الله قد فتح علينا الإسكندرية عنوة بغير قد ولا عهد فكتب إليه عمر يقبح رأيه ويأمره أن لا يجاوزها.
وقال عن سبب فتحها، حدثنا إبراهيم ابن سعيد البلوى، أن رجلا يقال له ابن بسامة كان بوابا، فسأل عمرو بن العاص أن يؤمنه على نفسه وأرضه وأهل بيته ويفتح له الباب فأجابه عمرو ففتح له الباب فدخل عمرو وكان مدخله هذا من ناحية القنطرة التى يقال لها قنطرة سليمان وكان هذا مدخل بن العاص الأول من باب المدينة من ناحية كنيسة الذهب.