تمر اليوم الذكرى الـ 152 على رحيل الأديب البريطاني تشارلز ديكنز، إذ توفى في 9 يونيو عام 1870، وهو روائي، وناقد اجتماعي، وكاتب إنجليزي. يعد بإجماع النقاد أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفيكتورى، ولا تزال كثيرا من أعماله تحتفظ بشعبيته حتى اليوم.
كان والداه هما جون وإليزابيث ديكنز وكان ثانى أخوته الثمانية، وعاش طفولة بائسة لأن أباه كان يعمل فى وظيفة متواضعة ويعول أسرته كبيرة العدد، لهذا اضطر إلى السلف والدين ولم يستطع السداد فدخل السجن، لهذا اضطر لترك المدرسة وهو صغير وألحقه أهله بعمل شاق بأجر قليل حتى يشارك فى نفقة الأسرة.
وبالطبع انعكست تلك الظروف على أعماله، حيث كانت تجارب هذه الطفولة التعسة ذات تأثير فى نفسه فتركت انطباعات إنسانية عميقة فى حسه، والتى انعكست بالتالى على أعماله فيما بعد، وقد كتب تشارلز عن هذه الانطباعات والتجارب المريرة التى مر بها فى أثناء طفولته فى العديد من قصصه ورواياته التى ألفها عن أبطال من الأطفال الصغار الذين عانوا كثيرًا.
في عام 1865، تعرض ديكنز لحادث قطار ولم يتعاف منه كليًا أبدًا، وعلى الرغم من أوضاعه الهشة، استمر بالتجوال حتى عام 1870، وفي التاسع من يونيو عام 1870، أُصيب ديكنز بسكتة دماغية، وتوفي عن عمر ناهز الثامنة والخمسين، في جادس هيل، بلدته الريفية فى كينت، إنجلترا.
وفى العام نفسه الذى صدرت به (هزليات بقلم بوز)، بدأ بنشر مذكرات نادي بيكويك، وكانت سلاسله من الهزليات، المكتوبة أصلًا كتسميات توضيحية للفنان روبرت سيمور، وهي رسوم طريفة ذات صبغة رياضية، وأخذت شكل حلقات متسلسلة شهرية، حازت مذكرات بيكويك على شعبية كبيرة لدى القراء، وفى الحقيقة، كانت هزليات ديكنز كذلك أكثر شهرة من الرسوم التوضيحية التي سعت إلى الاستعانة به.
وفي هذه الأثناء، أصبح ديكنز ناشرًا لمجلة تدعى بينتلي في هذه المجلة بدأ بنشر أول رواية له، أوليفر تويست، وهي تروي حكاية يتيم عاش في الشوارع. واستوحيت القصة من شعور ديكنز الطفل الفقير المجبر على كسب قوته من خلال ذكائه الخاص.
وتفاخر ديكنز المعروف بحبه للتباهي فيما بعد: " لقد تجمعوا حولي كما لو كنت معبودًا للجماهير". وعلى الرغم من استمتاعه في البداية بهذا الاهتمام، إلا أن في النهاية استاء من اقتحام خصوصيته. كما أعرب فيما بعد في كتابه ملاحظات أمريكية عن انزعاجه مما أسماه عشرة الأمريكيين والعادات الفظة لهم، وفي ضوء انتقاده للشعب الأمريكي أثناء رحلته الأولى، بدأ ديكنز رحلة ثانية إلى أمريكا من عام 1867 وحتى1868، آملًا بتصحيح الأمور مع الجمهور الأمريكي.
في رحلته الثانية إلى أمريكا، ألقى خطابًا في عيد الميلاد ووعد بالإشادة بالولايات المتحدة في النسخ الجديدة من ملاحظات أمريكية للتداول العام وحياة ومغامرات مارتن شوزلويت.
وحققت له رواياته المقروءة ما لا يقل عن 95000 دولار، هذا المبلغ في العصر الفيكتوري يساوي تقريبا 1.5 مليون دولار أمريكي حاليًا، وبالعودة إلى الوطن، أ صبح ديكنز شخصا معروفا في كل أنحاء لندن فكان الناس يشيرون إليه أثناء جولاته في المدينة ليجمع الملاحظات التي من شانها أن تكون ملهمة له في أعماله المستقبلية.