طاف بنا المؤلف الدكتور نبيل حنفى فى كتابه "من أجل ثقافة علمية" فى آفاق مختلفة من الثقافة العلمية، تفاوت فيها الحديث بين الإسهاب والاقتضاب، بيد أنها ـ بشكل عام ـ سياحة نافعة فى مختلف هذه الأرجاء لا سيما لغير المتخصصين فى مجالات العلوم والتكنولوجيا، والتى تعنيهم كتب هذه السلسلة في المقام الأول.
ويتلخص الهدف من الكتاب بحسب ما يؤكد المؤلف في إطلاع القارئ غير المتخصص على ما يموج به العالم في عصرنا الحالي من علوم وتقنيات، وعلى ما قد يكون ذا صلة من علوم قديمة بتقنيات أو أحداث نتعامل معها أو نلمسها في كثير من أحوالنا المعيشية.
ولقد انتقى المؤلف مجموعة من العلوم التي تناولتها فصول هذا الكتاب من الثاني حتى الثامن، لتغطي رغبة الإنسان في المعرفة عن نفسه وعما حوله من كون وظواهر طبيعية، فجاء الحديث في هذه الفصول عن: الأحياء، الطب، الطاقة الجيولوجيا، الفلك، الفيزياء والكيمياء، ليطل القارئ على مكنون من الخفايا، ويلمّ باحتياجاته من الطاقة.
واختص الفصل الأول من هذا الكتاب بالحديث عن الثقافة العلمية، والتي تعدّ العلاج الوحيد والناجع لما أصاب الأمة العربية من تخلف ثقافي، ذلك التخلف الذي اجتاح البلاد العربية في النصف الثاني من القرن الماضي، بعد ما تعرض له العرب من هزائم عسكرية، ترتب عليها غزو ثقافي صريح، قوبل بانصياع خانق، ولاجتذاب قارئ لم يأنس من قبل ذلك لحديث العلم والنظريات.