أعلن الدكتور محمد الكحلاوي، رئيس المجلس العربى للاتحاد العام للأثريين العرب عن عقد المجلس لدورة تدريبية تحت عنوان "استخدام التطبيقات التكنولوجية الحديثة فى حماية المقتنيات المتحفية وقت الأزمات والكوارث"، تشمل التدريب على إنشاء نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد بتقنية فوتو سكان بمقر المجلس العربى للاتحاد العام للأثريين العرب بالشيخ زايد، فى الفترة من 28 إلى 30 يونيو الحالى تتضمن الشق النظرى والعملى تطبيقًا على مجموعة متحف مدينة كيوتو للآثار باليابان، فى حين يتناول الجانب العملى التدريب على التعرف على الأدوات المستخدمة لجمع البيانات وتحليلها باستخدام البرامج الخاصة بذلك.
وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير المكتب الإعلامى للمجلس العربى للاتحاد العام للأثريين العرب، بأن الدورة تبدأ مساء الثلاثاء 28 يونيو ويفتتحها الدكتور محمد الكحلاوى رئيس المجلس العربى للاتحاد العام للأثريين العرب والبروفيسور كيجى يانو- جامعة ريتسوميكان ويتم التواصل مع المتدربين من اليابان عبر برنامج زووم.
وأضاف بأن انعقاد الدورة بهدف المشاركة المعرفية وبناء قدرات الباحثين العرب، لا سيما العاملين بدوائر التراث والأكاديميين على حد سواء ليتحقق التطوير اللازم لسياسات ووسائل الحفاظ على التراث الثقافى العربى فى إطار مستدام من خلال نشر تجارب وخبرات عملية متقدمة تم تطويرها بمعهدى "تخفيف المخاطر للتراث الثقافى العمراني" و"مركز أبحاث الفنون" بجامعة ريتسومكيان باليابان بدعم من الجمعية اليابانية لتطوير العلوم ومشاركة جهات بحثية مصرية ودولية فى هذا الإطار بالاعتماد على نهج متعدد التخصصات وباستخدام تطبيقات تكنولوجية حديثة وتبسيطها معرفيًا.
ولفت الدكتور ريحان، إلى أهمية تقنية فوتو سكان فى الحفاظ على التراث الثقافى بالمتاحف العربية وقت الأزمات والكوارث، لاسيما ما تعرضت له عقب أحداث الحروب والثورات من أعمال تدمير ونهب ممنهج، بات معه من الصعب استعادة الكثير منها، وعلى سبيل المثال نهب متحف بغداد عقب الغزو الأمريكى 2003 ونهب وتدمير متحف ملوى بمصر أغسطس 2013، بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة التى لحقت بمتحف الفن الإسلامى عقب حادث تفجير مديرية أمن القاهرة يناير 2014 وتتلخص هذه التنقية فى عمل نماذج ثلاثية الأبعاد للقطع الأثرية متناهية الدقة بالمتاحف العربية، وذلك لإنشاء قاعدة بيانات رقمية يمكن الرجوع إليها أوقات الكوارث والأزمات لاسيما فى أوقات النزاع المسلح بما يتيح التعرف عليها بسهولة من خلال نسيجها ومكوناتها وعناصرها.
وأوضحت الدكتورة هناء عدلى، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية ومدير المركز الإقليمى للفنون والحرف والصناعات التقليدية بالمجلس، أن الاعتماد على تطبيق تقنية فوتو سكان على التراث الثقافى بالمتاحف العربية يأتى انعكاسًا لتطبيقها عمليًا بنجاح على مقتنيات "متحف مدينة كيوتو للآثار" تحت إشراف ودعم جامعة ريتسوميكان باليابان حيث يهدف إلى إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد متناهية الدقة للقطع الأثرية يتم جمعها بشكل هندسى ذو إحداثيات من خلال التصوير الفوتوغرافي، ومعالجتها ببرامج Agisoft Metashape إصدار 2021.
وأشارت إلى الخبرة الطويلة لمن سيقوم بالتدريب وهو الدكتور محمد سليمان الباحث الزائر بجامعة ريتسوميكان- اليابان الحاصل على الدكتوراه فى الآثار الإسلامية من جامعة حلوان، واستكمل دراساته وأبحاثه ما بعد الدكتوراه بمعهد تخفيف المخاطر للتراث العمرانى جامعة ريتسوميكان باليابان بدعم من الجمعية اليابانية لتطوير العلوم علاوة على زمالة جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية باليابان كما شارك فى العديد من المشروعات البحثية والتطبيقي، ويجرى حاليًا أنشطة بحثية بالتعاون مع شبكة عمل واسعة محلية ودولية مثل اليونسكو، الايكروم، جامعة نيوكاسل، جامعة واسيدا، جامعة ريتسوميكان، مركز دراسات الإسكندرية الفرنسي، المركز الثقافى البريطاني، ويركز مجال أبحاثه على استدامة التراث باستخدام النهج متعدد التخصصات وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة من حيث الحفاظ والحماية والإدارة، مع الوضع فى الأولوية احتياجات المجتمعات.