فى أول ترجمة عربية للأديب التنزانى عبد الرزاق جرنة الفائز بجائزة نوبل فى الأدب لعام 2021، أعلنت دار آثر للنشر عن صدور ترجمة روايتين لأديب نوبل قريبا هما "ذاكرة الرحيل" و"ما بعد الموت".
ومن المقرر أن يتم طرح الروايتين "ما بعد الموت" ترجمة نوف الميموني، و"ذاكرة الرحيل" ترجمة عبير عبد الواحد، للجمهور قريبا مع انطلاق معرض المدينة المنورة للكتاب.
تتمحور أعمال قرنح في الغالب حول المنفى والعنصرية وتَبعات الاستعمار والهجرة، ومصائر اللاجئين العالقين في الهوّة بين الثقافات والقارات.
ومن يأتى فى مقدمة رواية "ذاكرة الرحيل" ضمنَ نثرٍ مُقتَصد ولكنه حيّ زاخر بالتفاصيل، تُصورُّ هذه الرواية المؤثرة، عن بلوغ سنّ الرشد، المشاهدَ والأصوات والمناظرَ الطبيعية الغريبة والمميزة لمدينةٍ ساحليّة في شَرق إفريقيا، والولادة الرّوحيّة لصبيّ حَسّاس في سِنّ الخامسة عشر ينتمي إلى عائلة ينخرها الفقر وتَعيث الرذيلة فيها الفساد. في غمار هذه المشقّة، بما فيها من عنف ويأس، يزمعُ الشاب اليافع حسّان عمر أمرهُ على الهروب.
اصطدام أسرار الماضي مع آمال المستقبل، ومزيجُ الخوف والإحباط، والجمال والوحشيّة، تَخلُقُ كلها مجتمعة حكايةً عنيفةً ومريرة ترتكزُ على قُدراتٍ إبداعيّة لا سبيلَ إلى إنكارها. إنّ نقطة التحوّل في حياة حَسّان عُمر، ترمزُ إلى قضيّة أكبر في النهاية؛ ذلك أن مَطامِح البطل ومعضلاته تعكس كفاح العالم الثالث في إفريقيا للتخلّص مِن جِلده الاستعماري، وما لحِقَ بهِ طويلًا من فَقرٍ وحِرمان وقَمع، والسّعي إلى تأسيس هويّته الجديدة.
جدير بالذكر أن حقوق ترجمة أعمال عبد الرزاق جرنح تم بيعها لأكثر من 18 لغة بعد الإعلان عن فوزه بجائزة نوبل فى الأدب أكتوبر الماضى، كان من بينها اللغة العربية التى سوف تصدر طبعاتها عن دار أثر للنشر بالمملكة العربية السعودية.
يشار إلى أن عبدالرزاق درس في جامعة كِنت بإنجلترا التي وصل إليها كلاجئ في نهاية الستينيات عند بلوغه العشرينيات من عمره، وكان أستاذاً للغة الإنجليزية والآداب إلى أن تقاعد مؤخرا متفرغا للكتابة ومخلصاً للإبداع العابر قلوب كل الشعوب، كتابات عبدالرزّاق تسلط الضوء على الشتات وانعكاساته على إعادة تشكيل الهوية، كما تعالج رواياته قضايا الهجرة والتاريخ والعنصرية.