كل يوم وآخر يخرج علينا من يدعى أنه المهدى المنتظر، منهم مرضى ومنهم غير ذلك، وبينما يذهب البعض إلى أن المهدى فكرة قديمة غير مؤكدة فى التراث الإسلامي، يوجد رأى آخر يرى أن المهدى من علامات الساعة، فما الذى يراه التراث الإسلامي؟
روى أحمد والترمذى وأبو داود أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "لا تذهب أو لا تنقضى الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتى يواطىء اسمه اسمي" وفى رواية لأبى داود: "يواطىء اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبى". والحديث قال عنه الترمذي: حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر والألباني.
وعن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدى منى أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، يملك سبع سنين" رواه أبو داود والحاكم، وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع
وعن أم سلمة رضى الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المهدى من عترتى من ولد فاطمة" رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني.
وعن على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدى منا أهل البيت يصلحه الله فى ليلة" رواه أحمد وابن ماجه، وصححه أحمد شاكر والألباني. قال ابن كثير فى كتابه النهاية فى الفتن والملاحم: (أى يتوب الله عليه، ويوفقه ويلهمه، ويرشده بعد أن لم يكن كذلك).
وعن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج فى آخر أمتى المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطى المال صحاحاً، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً. يعنى حججا" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وقال عنه الألبانى فى سلسلة الأحاديث الصحيحة: هذا سند صحيح رجاله ثقات.
وعن ثوبان رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي" رواه ابن ماجه والحاكم وقال: على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوى صحيح.
قال ابن كثير: "والمقصود أن المهدى الممدوح الموعود بوجوده فى آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق، ويبايع له عند البيت، كما دل على ذلك بعض الأحاديث" انتهى.
وقال ابن كثير أيضاً: "والمراد بالكنز المذكور فى هذا السياق كنز الكعبة، يقتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء، حتى يكون آخر الزمان، فيخرج المهدي، ويكون ظهوره من بلاد المشرق، لا من سرداب سامرا، كما يزعمه جهلة الرافضة من وجوده فيه الآن، وهم ينتظرون آخر الزمان، فإن هذا نوع من الهذيان، وقسط كبير من الخذلان، شديد من الشيطان، إذ لا دليل على ذلك ولا برهان، لا من كتاب ولا سنة ولا معقول صحيح ولا استحسان".