كان وادي الملوك مقبرة جماعية للفراعنة حيث تم إيداع بعض أعظم حكام البلاد هناك ومنهم توت عنخ آمون وسيتي الأول ورمسيس الثاني بالإضافة إلى الملكات وكبار الكهنة ونخب أخرى من السلالات 18 و19 و20 حيث يوجد أكثر من 60 مقبرة في الوادي.
وفي عام 2011، صادف الباحثون قبرًا آخر لم يتم اكتشافه بعد في الوادي وسمي KV64، وهو قبر صغير يحتوي على رفات شخصين كان أحد المودعين فيه نهمس باستيت ، وهو مغني المعبد رفيع المستوى، لكن هوية ساكن القبر الأول، لا تزال غير معروفة.
والمعروف أن الرفات المدفون بالقبر الأول كان لأنثى ولذا فمن المرجح أنه كان لكاهنة أو ملكة رفيعة المستوى وقد تم اكتشاف إلقاء الضوء على هذا اللغز من خلال الفيلم الوثائقي لقناة سميثسونيان "أميرة مصر المفقودة".
وقد أكد راوى الفيلم كيف أن أحد المدافن تم "تدنيسه بعنف" من قبل لصوص القبور بحثًا عن الكنز ، بينما تُرك الجسد الآخر دون أن يمس.
وعندما اقترب علماء المصريات في جامعة بازل من العثور على الإجابة ، اكتشفوا نافذة جديدة على ماضي مصر القديمة فقد اكتشف علماء الآثار السويسريون العاملون في الموقع في عام 2020 أن مقبرة KV64 بقيت على حالها لما يقرب من 3000 عام، وهذا يعني أن من سرق قبر "السيدة الملكية" من الأسرة الثامنة عشر فعل ذلك في زمن قدماء المصريين.
ووفقا لفيلم سميثسونيان فإن القبر قد سُرق في نهاية الدولة الحديثة ، في حوالي 1077 قبل الميلاد حيث كانت هذه بداية مرحلة في التاريخ المصري ، سميت بالفترة الانتقالية الثالثة.
وبحلول عام 1000 قبل الميلاد تم إنفاق الثروة التي تراكمت في الأسرة الثامنة عشرة على يد أخناتون وتوت عنخ آمون وسمنخ كا رع ونفرنفرو آتون، ومع نفاد الثروات تبع ذلك صراع على السلطة، وهنا انتفضت مجموعة جديدة وتحدت الفرعون: الكهنة وسرعان ما غادر الفراعنة عاصمتهم الأقصر، وانتقلوا 360 ميلًا شمالًا إلى مدينة تانيس.
وقالت البروفيسور سوزان بيكل ، عالمة المصريات التي تعمل في مشروع "وادي الملوك" بجامعة بازل للفيلم الوثائقي: "لقد تغير الوضع السياسي في مصر و تغير الوضع الاقتصادي وكان هناك نظام جديد في صعيد مصر"، وتابع الراوي: "ربما كانت السيدة الملكية في المقبرة ضحية لهذه الفوضى ، فقد تدنس قبرها بحثًا عن كنز".