بدأت رحلة ابن بطوطة إلى مكة عام 1325 ميلادية حيث قصد بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، ولكن خلال هذه الرحلة اكتشف حبه للسفر مما دفعه إلى عدم الاكتفاء برحلته إلى مكة ومدها لتشمل 44 دولة كانت تحت حكم الخلافة الإسلامية وقطع مسافة 121 ألف كيلومتر على مدى 29 عاما.
وبحسب مقدمة كتاب "رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار فى غرائب الأمصار"، فإن ابن بطوطة عند خروجه فى رحلته كان في الحادية والعشرين، ولم يكن يطمح عند بدء رحلته أكثر من أداء فريضة الحج، فانطلق يوم الخميس 2 رجب عام 725 هـ، دون أن يكمل دراسته، لكنه أكملها فى الطريق، وكان الكثيرون من طلبة العلم يفعلون ذلك، ولعله أراد إكمالها فى المشرق جريا على عادة المغاربة.
أُعجِب الرحالة ابن بطوطة بكرم أهل مكة سواء في المأكل والمشرب أو في طيب المعاملة وحسن الجوار، بالإضافة إلى حسن استقبال الضيف، ومما لفت ابن بطوطة أيضا في أهل مكة وأناقتهم ونظافتهم؛ إذ ذكر أن الشخص منهم يهتم بعطره وهندامه على حساب مأكله ويبديه عليه.
وذكر ابن بطوطة عن أهل مكة أنهم لا يتناولون الطعام في اليوم إلا مرة واحدة بعد العصر فقط، أما باقي اليوم فيتناولون بعضًا من حبات التمر.
وبقول ابن بطوطة عن الاستعدادات لموسم الحج في مكة المكرمة "إذا كان في أول يوم من شهر ذي الحجة تُضرب الطبول والدّبادب في أوقات الصلوات وبكرة وعشية إشعارًا بالموسم المبارك، ولا تزال كذلك إلى يوم الصعود إلى عرفات".