يبدو أن بيان قطاع الفنون التشكيلية، الذى حذر فيه من التعامل مع أي جهة بخصوص شراء لوحة "من وحى فنارات البحر الأحمر" للفنان الرائد عبد الهادى الجزار، يحتل صدى كبيرًا بالأوساط الفنية حيث فتح الباب للحديث عن اللوحات المفقودة من داخل أروقة قطاعات وزارة الثقافة المصرية.
وفى منشور مطول تحدث الفنان التشكيلى الكبير عز الدين نجيب عن الأهمال التي تتعرض له أعمال رواد الفن المصرى، وحجم اللوحات التي أتلفت بسبب سوء التخزين أو اللوحات التي فقدت وتمت سرقتها بسبب الإهمال خلال السنوات الماضية.
وتساءل الفنان الكبير عز الدين نجيب، كم عدد الأعمال الفنية التى خرجت من المتحف للعرض بمكتب رئيس القطاع وغيره من مكاتب المسؤولين بالوزارة، وعلى رأسهم مكتب وزير الثقافة والعديد من قصور الثقافة والإدارات التابعة للوزارة، على امتداد السنين الماضية؟ وهل تم التأكد من وجودها حتى الآن فى تلك الأماكن جميعا، وكذا التأكد من انها بحالة سليمة؟، وهل تعتبر إعارتها مفتوحة بلا نهاية أم محددة بزمن معين؟
وأكد نجيب: "إننى شخصيا أشهد بأننى رأيت لوحة إنسان السد لنفس الفنان معلقة فى أحد قصور الثقافة فى الثمانينيات قبل اختفائها أخيرا ولم نعلم مصيرها حتى الآن، وليست تلك هى اللوحة الوحيدة، ابل هناك لوحات كثيرة لفنانين آخرين بمكاتب إدارية تابعة للوزارة لقيت نفس المصير ، وقد أخبرتنى الفنانة الراحلة تحية حليم بحسرة شديدة عن إحدى لوحاتها علمَت بأنها وُجدت فى بوفيه القهوة والشاى بمكان تابع للوزارة يسد القهوجى بها نافذة حجرته لحمايته من البرد بسبب الزجاج المكسور!!!".
وتساءل عز الدين نجيب مجددا، هل تم إحصاء دقيق لعدد الأعمال الفنية التى أعيرت من المتحف إلى جهات دبلوماسية وحكومية وأهلية على مر عشرات السنين؟ وهل تمت محاولات لاستردادها؟ وكم عدد ما تم التأكد من فقده منها؟ إنه سؤال أعرف إجابته المسكوت عنها ، فعدد الأعمال المعارة الى تلك الجهات يعد بالمئات، ولم يتم استرداد أغلبها، بل تم التأكد من اختفاء بعضها من سفارات بالخارج مثل لوحة الراهبة لأحمد صبري ولوحة العاصفة لمحمود سعيد، وهناك العديد من لوحاتي شخصيا علمت بأنها أعيرت الى جهات لا تزال مجهولة بالنسبة لى رغم محاولاتي اليائسة لمعرفتها وما إذا كان قد تم متابعتها والتأكد من وجودها لدى الجهات المعارة إليها، ولست فى ذلك إلا عينة من مئات الفنانين الذين لا يعرفون مصير أعمالهم المقتناة بالمتحف ولا يجدون من يطمئنهم عليها والحسرة تأكل قلوبهم.
ولفت الفنان التشكيلى الكبير، إلى عدد الأعمال المخزنة في مخازن متاحف وزارة الثقافة: هل الأعمال المخزنة فى مخازن المتحف - وعددها يتجاوز 13 ألف عمل - والتى نجت من مصير زميلاتها المعارة الى المجهول- هل تعد فى مأمن من عوامل سوء التهوية فى ظل إغلاق المتحف لمدة عشر سنوات متصلة خلال الألفية الحالية، والآن فى ظل تعطل أجهزة التكييف فى كثير من الأوقات وتفشى الرطوبة وأحيانا انسداد مجارى الصرف الصحى؟ وهل تغيرت نظم الأمن التى تحول دون سرقات منظمة للعديد من الأعمال، منها 71 لوحة لإنجى أفلاطون وحدها، ومنها محاولة سرقة خمس لوحات للفنان محمود سعيد قبل أن يتم إحباطها وهى فى طريقها الى المطار بتذكرة ذهاب بلا عودة؟".