عالم مصريات وفيزيائى وطبيب استطاع أن يقدم العديد من الإسهامات فى مجالات عدة، هو توماس يانج، الذى ولد فى مثل هذا اليوم 13 يونيو من عام 1773م، ليخوض مسيرة كبيرة فى علم المصريات وعلم اللغة والفيزيولوجيا وميكانيكا المواد الصلبة والضوء وحاسة البصر والطاقة والتناغم الموسيقي.
لقد بدأ توماس دراسة الكتابة الهيروغليفية فى حجر رشيد فى عام 1814م، بعد درسة بحثية طويلة فى الآثار الفرعونية فى مصر.
كما أنه استطاع تطوير النظرية الموجية التى وضعها اوغسطين جان فرينيل "1788-1827"، حيث يعتبر توماس يانج هو من قام بإحياء النظرية الموجية، ودلل خلال القرن الـ 19 الميلادى، على الطبيعة الموجية للضوء بإرسال شعاع ضوئى خلال فتحتين ضيقتين، ويصل الضوء الذى يخرج من الفتحتين إلى شاشة، فإذا كانت طبيعة الضوء غير موجية، فإنه يظهر على الشاشة كنقطتين ساطعتين ضيقتين، كل واحدة منهما تخرج من فتحة، لكن الواقع أنه عندما يخرج الضوء من كل فتحة، فإنه ينتشر مع الضوء الآخر، وتمتلئ الشاشة بخطوط مضيئة وأخرى معتمة تسمى الأهداب.
كما أعطى توماس أول تفسير نوعى لطاهرة التشابك الضوئى، فى عام 1801م، ويظهر فى تجارب التشابك الضوئى مقياس توماس: إن الإطالة Dl لقضيب معدنى طوله l وسماكته (S) تحت تاثير قوة مقياسها (F) تكون ضمن نطاق مطاطية المعدن: يمكن أن تحسب بالعلاقة التالية: حيث E هو مقياس المطاطية وهى تساوى فى النظام كما قام بتحديد الطول الموجى للضوء أحادى الألوان.
وفى علم المصريات كان توماس هو واحد من الأوائل الذين حاولوا فك رموز الهيروغليفية بمساعدة أبجدية ديموطيقية مكونة من 29 حرف قام بعملها ديفيد آكيربلاد فى 1802م، عندما نشر عالم المصريات الفرنسى جان فرانسوا شامبليون فى عام 1822 ترجمة النص الهيروغليفى وتوضيح ماهية نظام القواعد فى اللغة، أشاد توماس وآخرين بعمل شامبليون، وفى عام 1823 نشر يانج كتاب رصد الاكتشافات الحالية فى الكتابات الهيروغليفية والأثريات المصرية، لكى يضمن أن يكون عمله هو أساس لنظام شامبليون.
كما أن توماس أوضح أنه أرسل عدة رسائل إلى باريس فى 1816، لكن شامبليون رفض أن يتقاسم معه فضل الاكتشاف، مما أدى إلى خلاف بينهما، وبسبب الأوضاع السياسية وقتها تصاعدت الأزمة بينهما، فتحيز الإنجليز لتوماس وتحيز الفرنسيون لشامبليون، لكن شامبليون أصر على أنه أول من فك رموز اللغة.
توماس يانج، شامبليون، اللغة المصرية القديمة، الهيروغليفية، حجر رشيد، اخبار الثقافة