تمر، اليوم، الذكرى الـ94 على ميلاد الثائر الكوبى جيفارا، الماركسى الأرجينتينى المولد، إذ ولد فى 14 يونيو عام 1928، وهو طبيب وكاتب وقائد عسكرى ورجل دولة وشخصية رئيسية فى الثورة الكوبية أصبحت صورته منذ وفاته رمزاً فى كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية.
زار جيفارا مصر مرتين، كلاهما فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبحسب ما جاء فى كتاب "عبد الناصر والعالم" لمحمد حسنين هيكل كانت الزيارة الأولى فى يونيو عام 1959 عندما وكانت مدتها خمسة عشر يوما لدراسة تجربة الإصلاح الزراعى فى مصر، وكانت هذه هى أول مرة يلتقى فيها عبد الناصر وجيفارا.
استقبله عبد الناصر بعد وصوله القاهرة، وأقام له حفل عشاء فى قصر القبة، لم يكن جيفارا يحب البروتوكول الدبلوماسى أو السجادة الحمراء التى يفرشها له مستقبلوه، وحاول عدة مرات تضليل مرافقيه ليذهب إلى المناطق الشعبية ويلتقى بالبسطاء.
يؤكد هيكل أنه حين بدأ جيفارا فى التطرق لموضوع الإصلاح الزراعى مع عبد الناصر بدا الاختلاف بينهما واضحًا، ويكشف هيكل أنه قد سأله عن عدد المصريين الذين أجبروا على الخروج من البلاد فأجابه عبد الناصر أن عددهم لم يكن كبيرا، وأنهم كانوا فى معظمهم من المصريين البيض، أى من فئة أصحاب الجنسيات الأجنبية الذين تمصروا بحكم إقامتهم فى مصر.
الزيارة الثانية كانت فى فبراير 1965 ونظم عبد الناصر حفلًا أهدى فيه جيفارا وسام الجمهورية العربية المتحدة من الدرجة الأولى، وألقى بعدها على المصريين خطابًا عن الثورة الكوبية، وعن المساواة الاجتماعية والثورة الصناعية، ورافق جيفارا فى زيارته عدد من قادة الثورة الكوبية، وقد أخبر جيفارا، عبد الناصر أنه يريد أن يتوجه إلى أفريقيا للقيام بنوع من النشاطات الثورية هناك.
وأخبره بأنه سيتجه إلى الكونغو لأنها أكثر بقاع الأرض توترًا، لأن جيفارا كان يريد أن يعولم ثورة أمريكا الجنوبية فى جميع بقاع الأرض، فالتحرر والموت من أجل ذلك تلك هى العقيدة التى عاشقها جيفارا ومات من أجلها.