هيربت ستو كاتبة أمريكية هزت عرش الرواية العالمية

فى عام 1862 التقت الكاتبة الأمريكية هربت ستو بالرئيس الأمريكى أبراهام لينكلون، وعندما سلم عليها قال لها "إذاً أنت المرأة الصغيرة التى كتبت ذاك الكتاب الذى سبب بداية هذه الحرب العظيمة"، يقصد الحرب الأهلية فى أمريكا، فما السبب فى هذه الجملة؟ فى البداية علينا التعرف على الكاتبة "ستو" فهى من مواليد 14 يونيو 1811 ورحلت فى 1 يوليو 1896، وهى كاتبة أمريكية وناشطة فى حركة التحرير من العبودية، كانت روايتها كوخ العم توم (1852) صورة لحياة الأفارقة - الأمريكيين تحت ذل العبودية، وصلت هذه القصة للملايين كرواية وكمسرحية، وكان لها تأثير كبير فى الولايات المتحدة وبريطانيا. حمست القصة القوى المعارضة للرق بشمال أمريكا، بينما أثارت غضبا واسعا فى الجنوب، وقد كتبت هاربت أكثر من عشرين كتابا تضمنت العديد من الروايات، وثلاثة مذكرات سفر، ومجموعات من المقالات، وخطابات. كانت رواية "كوخ العم توم" الكتاب الأكثر مبيعاً فى القرن التاسع عشر، بعد الكتاب المقدس. ظهرت رواية كوخ العم توم لأول مرة فى 9 مارس عام 1850، كسلسلة لمدة 40 أسبوعًا، فى صحيفة ناشيونال إرى، وهى صحيفة مُعارضة لقانون الرقيق، ومُؤيدة لإلغائه. تبدأ الرواية بمزارع كنتاكى يدعى آرثر شيلبى، الذى يواجه إمكانية خسارة مزرعته بسبب الديون المُتراكمة عليه للسيد هيلى، وبالرغم من العلاقة الطيبة التى تربطه هو وزوجته إميلى شيلبى مع عبيدهما، إلا أنّ السيد شيلبى قرر جمع الأموال اللازمة لتسديد ديونه عن طريق بيع اثنين من العبيد، وهما: العم توم، وهو رجل فى منتصف العمر متزوج وله أطفال، والطفل هاري، ابن إليزا خادمة إميلى شيلبى إلى السيد هايلي، وهو تاجر رقيق خشن، ولكن إميلى شيلبى تُعارض هذه الفكرة لأنها وعدت خادمتها بعدم بيع طفلها، كما أن جورج شيلبي، وهو ابن السيد شيلبي، يكره أن يرى توم يذهب لأنه يُعدّ توم صديقه ومعلمه. عندما سمعت إليزا السيد والسيدة يتناقشان حول بيع توم وهاري، قررت إليزا الهروب مع ابنها، تذكر الرواية أن إليزا اتخذت هذا القرار لأنها تخشى فقدان طفلها الوحيد الباقى على قيد الحياة تغادر إليزا تلك الليلة تاركة رسالة اعتذار لسيدتها. أثناء بيع توم، اصطحبه السيد هيلى إلى قارب نهرى على نهر المسيسيبى حيث سينقل توم من هناك إلى سوق العبيد. أثناء وجوده على متن القارب، يلتقى توم بإيفا، وهى فتاة بيضاء ملائكية وسرعان ما يصبحان أصدقاء. تسقط إيفا فى النهر ويغوص توم فى النهر لإنقاذ حياتها، وكرد جميل من والد إيفا لتوم لإنقاذ ابنته، قام أوغسطين سانت كلير والد إيفا بشراء توم من هالى واصطحبه مع العائلة إلى منزلهم فى نيو أورلينز. وأثناء هروب إليزا، تلتقى بزوجها جورج هاريس، الذى كان قد هرب من قبل. ويقرروا محاولة الوصول إلى كندا. إلا أنّ توم لوكر، صائد العبيد الذى استأجره السيد هالى يتعقبهم. وفى النهاية، يحاصر لوكر ورجاله إليزا وعائلتها، مما دفع جورج لإطلاق النار عليه فيصيبه فى جنبه، وتخشى إليزا من أن يموت لوكر، لذلك تقنع جورج بإحضار صائد الرقيق إلى مستوطنة قريبة من جمعية الأصدقاء الدينية لتلقى العلاج الطبي. بالعودة إلى نيو أورلينز، يناقش سانت كلير مسألة العبودية مع ابنة عمه الشمالية أوفيليا التي، على الرغم من معارضتها للعبودية، إلا أنها متحيزة ضد السود، وسانت كلير، مع ذلك، يعتقد أنه غير متحيز، على الرغم من أنه مالك العبيد، وفى محاولة لإظهار أن وجهات نظر أوفيليا بشأن السود خاطئة، اشترى سانت كلير توبسي، وهو عبد أسود شاب، وطلب من أوفيليا تثقيفه. كانت إيفا تحلم بأن تحرر العبيد وتشترى مكانا لهم فى كندا ليعيشوا بسعادة وكان توم يضحك لمثل هذه الأحلام فإيفا تلك الصغيرة ذات الأعين اللامعة والأحلام الرقيقة لم تكن تدرك فى ذلك الوقت معنى العبودية ولم تعرف قط المعاناة التى يعانون منها، وبعد أن عاش "توم" مع سانت كلير لمدة عامين، اشتد المرض على إيفا وكان والدها سانت كلير قلقا جدا عليها وكذلك توم فقلقه لم يقل عن قلق والدها، إلى أن يبلغ المرض ذروته، وبعد مرور ساعات عصيبة ولحظات مريرة تموت إيفا طالبة من أبيها بعد أن تتوفى أن يحرر توم. قبل أن يتمكن سانت كلير من الوفاء بوعده، يموت بعد تعرضه للطعن خارج حانة، وتتراجع زوجته عن نذر زوجها الراحل وتبيع توم فى مزاد لمالك مزرعة شرير يدعى سيمون ليجري. ينتقل توم إلى ريف لويزيانا مع عبيد جدد آخرين بما فى ذلك إميلين. يبدأ ليجرى فى كره توم عندما يرفض توم أمر ليجرى بجلد زميله العبد، فيضرب ليجرى توم بشراسة، على الرغم من قسوة ليجري، إلا أن توم يرفض التوقف عن قراءة كتابه المقدس وتهدئة العبيد الآخرين قدر المستطاع . وتستمر الأحداث ...