عندما نسمع كلمتين، "مخدرات" و"حرب"، المستخدمة فى نفس الجملة، قد نفكر فى "الحرب على المخدرات" ولكن ماذا عن المخدرات أثناء الحرب التى لها تاريخ طويل وحافل خاصة مع جنود الجيش الرومانى الذين اعتادوا شرب الكثير من النبيذ، لكن إدمان "الأمفيتامين" من قبل المانيا خلال الحرب العالمية الثانية كان حرفياً يشكل تهديدا على جيش هتلر.
تُعرِّف منظمة الصحة العالمية الأدوية ذات التأثير النفسنى بأنها "مواد تؤثرعند تناولها على الإدراك أو الوعى أو الحالة المزاجية والعواطف"، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.
أنتجت التطورات الأخيرة فى مجال التاريخ، وهو مجال أكاديمى متطور، طرقًا جديدة تضيف إلى معرفتنا الواقعية والتاريخية لأى حرب وتوضح كيف عانى الناس من كل جانب أو تصرفوا خلال زمن الحرب هذه الطرق البديلة لفهم الأحداث والنزاعات الحرجة تدرس أيضًا المواقف والظروف التى دفعت هؤلاء الأشخاص إلى الحرب، وكيف عاش الجنود أثناء الحرب، وما هى أنواع إدمان المخدرات السائدة، إن وجدت.
تعاطى المخدرات فى زمن الحرب شئ قديم فى زمن الحرب، ودارت بعض الحروب على المخدرات، وهناك أدلة تاريخية توضح أن بريطانيا والصين خاضت حربًا على تجارة الأفيون، وكان خشخاش الأفيون يُزرع منذ عام 3400 قبل الميلاد فى بلاد ما بين النهرين. أطلق عليها السومريون اسم نبات الفرح.
تضمنت مشاكل المخدرات التى واجهها هتلر أيضًا استهلاك الكوكايين المنتظم من عام 1941 فصاعدًا. ليس من المستغرب أنه عانى من عدد من الأمراض، بما فى ذلك ارتفاع ضغط الدم، وتشنجات المعدة المزمنة، وتمزق طبلة الأذن. واصلت شركات الأدوية الألمانية التى كانت تصنع بالفعل عقاقير تركيبية فى عصر جمهورية فايمار البحث بقوة عن طرق جديدة للتخدير أو التحفيز.
غالبًا ما تشير رسائل الجنود الألمان إلى حاجة للبقاء مستيقظون، وابتكرت شركات الأدوية فى ألمانيا النازية أشياء جديدة لإبقاء الجنود الأساسيين فى حالة تأهب وجاهز. سمح اختراع الميثامفيتامين للجيوش الألمانية بأن تكون "على ما يبدو" محصنة من النوم لأيام متتالية.
لم يكن الألمان وحدهم من استخدم الميثامفيتامين فى الحرب العالمية الثانية. بدأت اليابان الإنتاج الصناعى للميث خلال الحرب، واصفة إياه بأنه "عقار لإلهام الأرواح."