هل كان El Greco أول رسام تكعيبي؟ وهل كان لبيكاسو معلم قديم؟ هذه هي الأسئلة التي تحوم حول نهج جديد للمزج والمطابقة بين أعمال الفنانين اللذين تفصلهما ثلاثمائة واثنتين وستين سنة ،عبر معرض في بازل بسويسرا، حيث يتتبع معرض Picasso-El Greco تأثيرات الرسام اليوناني المقيم في إسبانيا على بيكاسو الإسباني المقيم في فرنسا .
وقد ولد إل جريكو عام 1514 في كريت باليونان وغالبًا ما يوقع على لوحاته كرسام أيقونات في موطنه، كريت قبل أن ينتقل إلى البندقية وبعد توقف في البندقية وبداية فاشلة في روما البابوية شق طريقه إلى إسبانيا واستقر في مدينة توليدو كرسام يتقاضى الأجر على لوحاته بعد أن فشل في إثارة إعجاب الملك الإسباني فيليب الثاني بأسلوبه في الرسم الديني.
نجح إل جريكو كفنان ولم ينسى بعد وفاته غير أن مجموعة من الفنانين والكتاب الفرنسيين في القرن التاسع عشر ولا سيما إدوارد مانيه وبول سيزان أعادا اكتشافه والترويج له باعتباره نذير كل ما هو حديث في عالم الفن التشكيلى فقد كانت هذه الأفكار الفرنسية عن إل جريكو، هي التي شقت طريقها مرة أخرى إلى إسبانيا نحو الفنان الإسبانى بابلو بيكاسو (1881-1973) ، الذي تضمنت الفترة الزرقاء شخصيات السيد العجوز الممدودة ولوحة الألوان الداكنة.
ويضم المعرض القادم حوالي 30 زوجا من الأعمال التى تظهر فيها فكرة التأثير والتأثر للفنانين وتتبع إلى حد كبير التسلسل الزمني للتطور الفني لبيكاسو حيث يجمع قسم الفترة الزرقاء مثلا مقاربة بين لوحة عشق اسم يسوع المنجرة بواسطة إل جريكو (حوالي 1577-1579) مع لوحة بيكاسو (دفن كاساجيماس) ، وهي لوحة زيتية عام 1901 عن انتحار صديقه الفنان الكاتالوني كارلوس كاساجيماس.
يذكر أن إل غريكو الذى ولد في 1541 فى كانديه باليونان وتوفي في 1614، في طليطلة بإسبانيا وهو رسام ومصمم يوناني إسباني عاش معظم حياته في إسبانيا في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر وعرفت لوحاته بالطابع الديني، وكان عادة يوقع على لوحاتها بحروف يونانية لاسمه الحقيقي دومينيكوس ثيوتوكوبولس مؤكداً أصله اليوناني.