يستمتع الأديب الكبير عبده جبير بوقت تعافيه ونقاهته التي يتمها في شقته بحى السيدة زينب، حيث يقضيه في التأمل والحديث عن ذكرياته مع كبار الأدباء، ومتابعة الخطوات التى يتخذها لإخراج مؤسسته "دار الكتاب العربى" إلى النور، كما يتذكر رفاق دربه حتى ممن كانت صلته بهم محدودة مثل يوسف أبورية ورضا البهات وعبد السلام العشرى.
"انفراد" زارت الأديب الكبير للاطمنان عليه واستطلاع آخر أنشطته بعد كتابته رواية "قيام الفاكهة" التي نشرها إلكترونيًا ووصفها بأنها أهم أعماله على الإطلاق، ووجدت الأديب الكبير يستكشف فرص الحصول على شقة أوسع من التي اشراها لاحتواء مكتبته الضخمة التي رافقته عمره كله وكانت موجودة في منتجعه بقرية تونس بالفيوم.
عبده جبير اطلع "انفراد" على عدد من الخطوات التي يرى أنها تحقق حلمه بتأسيس "دار الكتاب العربى" ليكون منبرًا ثقافيًا تنويريًا داعمًا للحياة الثقافية في مصر، والأهم هو حفظ تراث جيل السبعينيات، الذى يضم أسماء الكبيرة ومهمة فى عالم السرد، منهم إبراهيم عبد المجيد ويوسف أبو رية وإدريس على وحسن نور وهالة البدرى وسلوى بكر ومحمود الوردانى وفتحى إمبابى ومحمد عبد السلام العمرى وغيرهمومنها استئجار شقة أوسع في وسط البلد وتزويد المؤسسة بعدد من الأنشطة التي تساعد على استمراريتها.
وأضاف الأديب الكبير أن جيله لعب دورا فارقا فى تاريخ الثقافة المصرية، بل والحياة الاجتماعية والسياسية كما لعبت معه المرحلة التي عاشها من تاريخ الوطن دورا فارقا على الاتجاه العكسى، ذلك أن هزيمة يونيو عام 67 كانت مزلزلة، وتوالت خطاباتهم الروائية المعبرة عن تحكم الآمال، وربما لهذا السبب مثلت أعمالهم ثورة على تقاليد الكتابة التقليدية.
وعبده جبير واحد من أهم كتاب الرواية المصرية الجديدة، وأحد أهم كتاب جيله (جيل السبعينيات)، ذلك الجيل الذى حمل على عاتقه مع الجيل الذى سبقه (الستينيات) عبء الولادة الثالثة للرواية المصرية، فبعد جيل المؤسسين أو الرواد (كهيكل وطه وتوفيق) وجيل الموطنين (كنجيب ومحمد عبد الحليم عبد الله ويوسف إدريس وغيرهم)، جاء جيلا الستينيات والسبعينيات لتستوى الرواية على أيديهم على سوقها، رواية ناضجة، مواجهة، موجعة، تعتنى بالفلكلور دلالة وتأريخا، وتنحو كل مناحى التجريب والتجديد.