تحل اليوم ذكرى رحيل إمام الدعاة محمد متولى الشعراوى الذى فارق دنيانا في 17 يونيو من عام 1998 بعد مسيرة عامرة في تفسير القرآن ولم يكن الشعراوى داعية وإمامًا فقد بل كان محبًا للشعر وشاعرًا خصوصًا في بداياته حتى أنه أسس جماعة أدبية مع أصدقائه عام 1928 وهو الذى ولد عام 1911.
عير أن الشعراوى التزم موضوعات بعينها في الشعر فلم يتطرق إلى غرض الغزل مثلا فقد قال وفقا لما ورد فى مذكرات إمام الدعاة "كان الأدب يتطلب منا الفن والشعر، والأزهر يتطلب منا الورع والتقوى، ومن ثم كان علينا بالضرورة أن نجمع بين الفن والتوقر، وكان الأمر يشقّ علينا لأننا نسمع مثلًا شعر الغزل، ولكننا لا نستطيع أن نقول شعرًا في الغزل لأننا أزهريون".
وقد استمع عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين إلى قصائد الشعرواى لدى وصوله السعودية وتحديدا مدينة جدة، أثناء زيارته عام 1955 لرئاسة اجتماع اللجنة الثقافية لجامعة الدول العربية، وكان أمين الخولى هو الذى يقرأها له، وقد كتب الشعراوى قصيدة تقديرا وتبجيلا لعميد الأدب العربى بينما كان يعمل في السعودية منذ عام 1950.
وقد أعجب عميد الأدب العربى طه حسين بقصائد الشيخ الشعراوى فقال وفقا لكتاب محمد حسن الزيات ما بعد الأيام: «لقد أثرت فى نفسى أبيات من قصيدته تحدث فيها عن هذه البلاد، التى كان صديقنا الدكتور محمد حسين هيكل يسميها منزل الوحى»، ليقول أمين الخولى: لا شك أنك تقصد الأبيات التى يقول فيها: «ركب طه، هنا مطالع طه، وانبثاق الشريعة السمحاء/ كل أرجائها جلالات ذكرى، لهدى الله خاتم الأنبياء» ليرد طه حسين: «نعم، كل أرجائها جلالات ذكرى».
ومن قصائد الشعراوى قصيدة كتبها بعد ما يعرف باسم مذبحة كوبرى عباس في عهد الاحتلال الإنجليزى عام 1946 حيث قال:
نداء يا بنى وطنى نداء
دم الشهداء يذكره الشبابُ
وهل نسلو والضحايا
بهم قد عز فى مصر المصابُ
شباب برَّ لم يفْرق. وأدى
رسالته، وها هى ذى تُجابُ
فلم يجبن ولم يبخل وأرغى
وأزيد لا تزعزعه الحِرابُ
وقدم روحه للحق مهراً
ومن دمه المُراق بدا الخِضابُ
وآثر أن يموت شهيد مصر
لتحيا مصر مركزها مُهابُ