أثار موت الإيطالى فيديريكو كاربوني، المعروف باسم "ماريو"، وهو أول مريض تمكن من الموت الرحيم بشكل قانونى فى إيطاليا، من خلال مساعدة طبية، بعدما تم التصديق بحكم من المحكمة الدستورية، وتمت عملية الموت تحت إشراف طبى ومرافقة أهل المريض وأصدقائه.
هل سمعت عن الموت الرحيم؟ ربما شاهدت فيلما تحدث عن الأمر، مثل فيلم "البحر فى داخلى" المستوحى من قصة شاعر إسبانى، ظل 28 عاما بعد تعرضه لحادثة، لا يتحرك فيه شيء، سوى رقبته ورأسه فقط، لذا رفع قضايا من أجل أن يمنح الموت الرحيم، فهو لا يستطيع أن يقدم على الانتحار بنفسه.
وتذهب الديانات الثلاثة إلى أن الحياة هبة من الخالق لا يحق لأحد غير الله أن يتصرف فيها، فالله سبحانه وتعالى يقول "ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق".
كما أن الديانات تذهب إلى أن فقدان الأمل فى الشفاء هو أمر مرفوض، لكن بعض رجال الدين اليهود اعتبروا أن استثناء قد ورد فى "حالة الملك سول الذى أصيب بجروح بالغة فطلب من حامل سلاحه قتله فرفض، فما كان منه إلا أن سقط على سيفه ومات" ما يبرر القتل الرحيم فى حالات ملحّة.
وفى عام 2019 وقع ممثلو الديانات السماوية الثلاث - المسيحية واليهودية والإسلام وثيقة سلموها إلى البابا فرنسيس أكدوا فيها معارضتهم لمبدأ الموت الرحيم "المرفوض أخلاقيا".
وجاء فى هذه الوثيقة حول الموت الرحيم أن هذه الممارسات "يجب أن تحظر دون أى استثناء" و"أى ضغط أو عمل لحث مرضى على إنهاء حياتهم مرفوض رفضا تاما".
وتم صياغة النص فى الفاتيكان من قبل ممثل عن كل ديانة بينهم الحاخام "ديفيد روزن" المسئول عن الشئون الدينية فى اللجنة اليهودية الأميركية والمونسينيور فينشينزو باليا رئيس الأكاديمية الباباوية حول الحياة، وممثل عن مطرانية كييف (أرثوذكس) ورئيس اللجنة المركزية للجمعية المحمدية الاندونيسية سمسول أنور.
وذكرت الوثيقة أنه "لا يمكن إرغام أى عامل فى المجال الطبى أو إخضاعه لضغوط لمساعدة مريض بشكل مباشر أو غير مباشر على تطبيق الموت الرحيم بشتى أشكاله".
وشددت الوثيقة على ضرورة "احترام هذا الحق عالميا"، على أن "يبقى صالحا حتى عندما تعتبر هذه الأعمال شرعية على المستوى المحلى أو لبعض الفئات من الأشخاص".
وأضاف نص الوثيقة "حتى عندما تكون مهمة إبعاد الموت مهمة صعبة نبقى ملتزمين أخلاقيا ودينيا بالعمل على تخفيف الألم والمعاناة وتقديم مساعدة روحية للمريض الذى يصبح قريبا من الموت".
وجاء فيه أيضا أن "الحياة تستحق دعمها حتى الوفاة الطبيعية"، ووعدت الديانات الثلاث بـ "مساندة القوانين والسياسات العامة التى تحمى حق المرضى الذين باتوا على مشارف الموت وكراماتهم تفاديا للوصول إلى الموت الرحيم".