الأهرامات هوس العالم القديم والحديث، وقبلة السائحين وأمنية المغامرين، وعشق المشاهير فى كل بلاد العالم، رغم مرور آلاف السنين على بنائها لا تزال الأهرامات أقوى رموز الحضارة المصرية حتى يومنا هذا، ولا تعد الأهرامات هدف كل زائر لمصر وحسب، فهي أيضا مصدر إلهام للفن والحياة الثقافية في بلاد النيل.
الأهرامات بكل ما تحمله من رمز للشموخ في الحضارة المصرية القديمة، تمثل هاجس وشغف لدى الكثير من الباحثين الأجانب للحديث عنها وعن أسرارها الغريبة، ولعل آخر الكتب التي تناولت الأهرام، هو كتاب صدر حديثا عن دار "ساشون" بجمهورية كوريا الجنوبية وهو كتاب الباحث الكورى (تشو هونج جون) بعنوان "معجزة الهرم الأكبر".
قدم الباحث من خلاله افتراضيته عن كيفية بناء الهرم الأكبر وهى افتراضية جديرة بالطرح والمناقشة، وفى البداية يؤكد على أن افتراضيته يفهمها المهندسون المعماريون بشكل أفضل، لكن غير المهندسين المعماريين لا يفعلون ذلك في كثير من الأحيان.
وتعتمد فرضية الباحث على أن بناء هرم مربع بارتفاع 146 مترا وقاعده 230 مترا كهرم خوفو صعب جدا، ولكن الأسهل والمنطقى أن يتم ذلك على قاعدة شبه المنحرف.
وجاء فى كتاب عالم المصريات التشيكى ميروسلاف فيرنر بعنوان "الأهرامات" الذى نشر منذ 20 عاما، أن الأهرامات التى تُعد معجزات العالم هى التى فى مصر والتى تشبهها أهرامات المكسيك لكن أهرامات المكسيك تختلف بشكل ملحوظ عن الأهرامات المصرية حيث أن الأهرامات المصرية تتربع فى القمة.
وفى كتاب عالم المصريات الأميركى مارك لينر بعنوان (الهرم الكامل) تحدث عن عظمة وصعوبة الوصول إلى قمة مربعة مثل الهرم الأكبر، واتفق الباحث الكورى الجنوبى (تشو هونج جون) مع عالم المصريات اليابانى يوشيمورا فى أنه من الممكن الوصول إلى ارتفاع 80 مترا باستخدام طريقة المنحدرات بعدها يتعذر الارتفاع بسبب ضيق الممرات وعظم الارتفاع.
كما جاء على لسان الباحث الكورى: حيث يصبح العرض أضيق، ويصبح الطول أقصر، وقد يحتاج الأمر لإنجاز ما تبقى من ارتفاع إلى استخدام الطائرات العمودية. ويفترض الباحث الكورى أن ما تم استخدامه من أحجار يماثل 600 مليون طن باستخدام المنحدرات- ليصلوا إلى ارتفاع الهرم الأكبر 146 مترا بقاعده 230 مترا، حيث يصل عدد الطبقات الحجرية فى الهرم الأكبر حوالى 200 طبقة، ويبلغ الجزء السفى من تلك الطبقات حوالي 1.5 متر، ويصغر عموماً عند صعوده، ويبلغ الجزء العلوي حوالي 60 سم.. وبهذا سيتواجد بداخله مجمع جزئى من 600 مليون قدم مربع،ثم يفترض أن بعد الوصول إلى أعلى نقطة فى الهرم كان عليهم إزالة 200 مليون طن من الحجر من الخارج- وربما تم تدوير هذه الأحجار لاحقا فى بناء الأهرامات الصغيرة الخاصة بزوجات الملك – والنزول على منحدر 51.5 درجة.