تمر اليوم الذكرى الـ 222 على قيام السلطات الفرنسية تغلق الجامع الأزهر وذلك عقب اغتيال الجنرال كليبر على يد سليمان الحلبي، وظل المسجد مغلقًا حتى خروج الفرنسيين من مصر، وذلك في 20 يونيو عام 1800.
لسنوات طويلة ظل الجامع الأزهر القلعة التى كانت تتحطم عليها آمال وطموحات القادة الفرنسيين فى الحملة الفرنسية على مصر بعد أن قاد شيوخه وطلابه معارك ضارية ضدهم. استمر الجامع فى المقاومة إلا أن قررت الحملة الفرنسية إغلاقه عقب اغتيال قائد الحملة كليبر على يد سليمان الحلبى أحد طلاب الأزهر الشريف.
اقتحام الأزهر
وبحسب كتاب كتاب "تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قُبيل الوقت الحاضر" تأليف عمر الإسكندري وسليم حسن، قد استفحل أمر الثورة وأظهر فيها عوام القاهرة إقدامًا كبيرًا لم يُعهد فيهم من قبل؛ فذبحوا كثيرًا من رجال الفرنسيين، ثم تحصنوا في الأحياء الوطنية — داخل حدود مدينة الفواطم — ونصبوا المتاريس على مداخلها، ووقفوا يدافعون عنها بما لديهم من الأسلحة والذخيرة. ولكن ماذا تجدي الشجاعة والحماسة أمام القوة والعلم؟ فإن نابليون لم يكد يسمع بالخبر حتى طار برجاله إلى مواضع المتاريس، فصوَّب عليها المدافع، ثم رأى أن الثائرين لجهلهم لم يحصِّنوا التلول المشرفة على القاهرة من الشرق٥ فأسرع بإرسال المدافع لتنصب عليها، وطاول زعماء الثورة؛ يطلب منهم الصلح خديعة منه ليتم له نقل المدافع إلى المواقع المذكورة.
ثم دخل الفرنسيس المدينة وتجوَّلوا في أسواقها لإعادة النظام والسكينة، ثم دخلت طائفة منهم الجامع الأزهر بخيولهم، وحطَّموا قناديله، وأزالوا بعض الآيات القرآنية المنقوشة على جدرانه، ثم غالَوْا فاتخذوا الجامع إصطبلًا لخيولهم؛ فعظم استياء الناس، وأرسل المشايخ وفدًا إلى نابليون يلتمسون إصدار الأمر بإخلاء الأزهر من الجند، فأجاب ملتمسهم بعد التحذير والتهديد.
فهدأت المدينة ورجعت المياه إلى مجاريها، وإن كان نابليون قلَّل بعد ذلك من اعتبار المشايخ في الديوان وغيره، وأصبح عملهم قاصرًا على نشر المنشورات التي يحثُّون العامة فيها على التزام السكينة والخضوع للفرنسيس والاعتراف بما أبداه إليهم نابليون من الجميل.
غلق الأزهر
وفي 14 يونيو 1800 اقترب الشاب السوري سليمان الحلبي -الذي درس في الأزهر- من كليبر في حديقة قصره بالقاهرة، ظنه كليبر يستجدي منه شيئا، لكن الحلبي طعنه بالخنجر عدة طعنات قاتلة، ليسقط القائد العام للحملة الفرنسية قتيلا.
قرر الفرنسيون محاكمة الحلبي ومن عرفوا عن خطته بأعنف وأقسى طريقة ممكنة وذلك بهدف كسر الروح المعنوية لطلبة الأزهر، فقرروا قطع رؤوس الأزهريين الذين عرفوا مخططه، ثم تم حرق يده اليمنى بالنار وهو حي، ثم وضعه على الخازوق.
تولي القيادة مينو خلفا لكليبر، أراد الانتقام لفعلة الطالب الأزهري، فقرر إغلاق الجامع الأزهر في 20 يونيو 1800 ليظل مغلقا حتى وصول المساعدات العثمانية والبريطانية في أغسطس 1801.