تمر اليوم ذكرى غلق الجامع الأزهر بعد اغتيال الجنرال الفرنسي كليبر، قائد الحملة الفرنسية، بعد نابليون بونابرت، على يد الطالب في الأزهر سليمان الحلبى.
وكان للأزهر الشريف دور واضح وبارز في مواجهة المحتل الأجنبي منذ قديم، ويقول كتاب "الأزهر منارة العلم منذ ألف عام" لـ مجموعة من الكتاب:
ثورة القاهرة الأولى
فى يوم الأحد 11 من جمادى الأولى لعام 1213 هجرية الموافق 31 أكتوبر لعام 1798 ميلادية وبعد ثلاثة أشهر من الاحتلال الفرنسى بقيادة نابليون لمصر شبت ثورة القاهرة الأولى.
وقد أخذ علماء الأزهر يبثون الدعوة إلى الثورة بواسطة شيوخ المساجد يحثون عليها فى عظاتهم وخطبهن وبواسطة المؤذنين يدعون إليها خمس مرات فى اليوم مع كل صلاة. فكان الأزهريون هم قادة الثورة ودعاة الوطنية والفداء.
ثورة القاهرة الثانية
فى ثورة مارس 1800 ضد الفرنسيين، طالت مدتها، وتكبد فيها الفرنسيون من الخسائر مالا يقل عن خسائر الوطنيين.
وحينئذ لجأ الفرنسيون إلى المصانعة، فاتصلوا بالشيخ الشرقاوى شيخ الأزهر، وجماعة من زملائه هم المشايخ المهدى والفيومى والسرساوى، واتصل الشرقاوى وزملاؤه بالفرنسيين، وعادوا إلى الثائرين يحملون طلب الفرنسيين بإيقاف الحرب والعفو عن جميع القائمين بالثورة وإباحة الخروج لمن شاء منهم.
ولم يكد الثوار يسمعون هذه الشروط التى تبعدهم عن هدفهم فى التخلص من احتلال الفرنسيين وإجلائهم عن أرض الوطن المقدسة، حتى استنكروا صنع الشيخ وزملائه.
ثورة 1805
ومن الثورات الأزهرية التاريخية صورة مايو لعام 1805 فقد تمرس المصريون بأعمال النضال الوطنى وأعبائه ومسئولياته ثلاث سنوات أثناء الاحتلال الفرنسي.
وسجلت الحركة الوطنية المصرية نصرا مؤزرا حيث احتشد جموع الشعب من علماء الأزهر وطلابه والتجار والفلاحين والعمال بجوار الأزهر يتزعمهم الشيخ الشرقاوى شيخ الجامع الأزهر، والسيد عمر مكرم نقيب الأشراف، وتعال لأول مرة هتاف الجماهير المصرية العربية بالانفكاك العربى من الرباط العثمانى من هذه العبارة البسيطة "يا رب يا متجلى، أهلك طائفة العثمانلى".
ثورة 1919
تقول اليوميات المصرية أن طلبة الأزهر كانوا فى مقدمة الطلاب المصريين فى اليوم الأول والثانى للثورة، مع طلبة المدارس العليا وبعض المدارس الثانوية.
وفى يوم 12 مارس كان أول تعرض مسلح من الجنود البريطانيين لطلبة الأزهر، وكان أول الشهداء من طلبة الأزهر، وفى يوم 13 مارس ظهر الأزهريون فى قيادة مظاهرة المسجد الحسينى بعد صلاة الجمعة التى أطلقت المدرعات البريطانية عليها النار وقتلت 12 شخصا.
الحرب العالمية الثانية
وقف الشيخ مصطفى المراغى ضد دخول مصر الحرب العالمية الثانية فى خريف عام 1939 ضنا بمساندة من ساموها سوء العذاب وتنكروا لحقوقها ولسائر الحقوق العربية.
وسارت فى الشعب العربي، قولته المأثورة "كيف ندخل حربا لا ناقة لنا فيها ولا جمل؟.