يحل الانقلاب الشمسي غدًا الموافق 21 من يونيو، لكن كيف ميزت الثقافات القديمة هذا الحدث الفلكي؟.. يمثل الانقلاب الصيفي في نصف الكرة الشمالي أطول يوم في السنة وبداية الصيف في نصف الكرة الشمالي ويحدث عندما تصل الأرض إلى النقطة في مدارها حيث يكون القطب الشمالي عند أقصى ميل له نحو الشمس، وفي عام 2022، سيحدث هذا الانقلاب الصيفى غدا، الثلاثاء الموافق 21 يونيو.
تميز هذا الحدث منذ آلاف السنين من قبل العديد من الشعوب القديمة، الذين اعتبروه حدثًا مهمًا، في ثقافات شمال ووسط أوروبا خلال العصر الحجري الحديث، على سبيل المثال، كان للانقلاب الصيفي أهمية فيما يتعلق بالممارسات الزراعية القديمة.
غالبًا ما تميزت الشعوب السلتية والسلافية والجرمانية باحتفالات الانقلاب الشمسي عن طريق إشعال النيران حيث كان يُعتقد أن هذا من شأنه أن يعزز قوة الشمس لبقية موسم المحاصيل ويضمن حصادًا جيدًا.
في شمال أوروبا، كان يتم الاحتفال بالانقلاب الصيفى من عصور ما قبل المسيحية حتى منتصف القرن التاسع عشر، مع احتفالات أضيئت خلالها النيران، وأُدرجت لاحقًا في عيد القديس يوحنا المعمدان، وفقا لما قالته سوزان غريني، مؤرخة التراث الإنجليزي، لمجلة نيوزويك.
كانت إحدى الطقوس التي جرت في ألمانيا في العصور الوسطى على طول نهر موسيل مثيرة للفضول بشكل خاص، وفقًا لعالم الأنثروبولوجيا وعالم الفلك أنتوني أفيني.
وقال أفيني لمجلة نيوزويك: "كانوا يحصلون على عجلة عربة كبيرة، قديمة، مهملة، ويزينونها ويضعون الكثير من القش ثم يشعلونها. ثم يقوم رجال القرية بدحرجة عجلة النار في النهر".
كما قام الأوروبيون في العصر الحجري الحديث ببناء العديد من الدوائر الحجرية التي يبدو أنها بنيت لتتماشى مع حركات الشمس في الانقلابات الصيفية والشتوية، وأحد الأمثلة الشهيرة على ذلك هو مدينة ستونهنج الواقعة في جنوب غرب إنجلترا.
ويحتفل الآلاف بالانقلاب الشمسي الصيفي في دائرة ستونهنج في 21 يونيو في أميسبري، إنجلترا حيث يتجمع الناس عند الدائرة الحجرية القديمة لمشاهدة شروق الشمس في فجر الانقلاب الصيفي في تقليد يعود تاريخه إلى آلاف السنين.
وقد تم بناء النصب الحجري الشهير منذ حوالي 4500 عام خلال العصر الحجري الحديث المتأخر من قبل المزارعين والرعاة الذين اعتبروا بوضوح الانقلاب الشمسي مناسبة مهمة، وتعمل الطريقة التي تم بها وضع الأحجار منذ آلاف السنين على تأطير شروق الشمس عند الانقلاب الصيفي وغروب الشمس عند الانقلاب الشتوى.