تمر اليوم الذكرى الـ 137 على وصول تمثال الحرية الذي جاء كهدية من الشعب الفرنسي إلى الشعب الأمريكي إلى ميناء مدينة نيويورك، وذلك في 19 يونيو عام 1885، وهو هو عمل فني نحتي قامت فرنسا بإهدائه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 28 أكتوبر عام 1886 كهدية تذكارية، بهدف توثيق عرى الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية (1775-1783).
وبحسب كتاب "تمثال الحرية" للباحث الفرنسي ادوارد بيرنسون، يظهر أن وراء فكرة إهداء التمثال للولايات المتحدة الأمريكية، بدأت بموقف اتخذه المثقفون الفرنسيون الذين قرروا لأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية الفرنسية، تشجيع فكرة إهداء التمثال إلى أمريكا، تكريما لتمسك الأميركيين بفكرة الحرية، وذلك دون أي دعم يسمى من سلطات بلادهم عندما أعلنوا أنهم يريدون تقديم التمثال كـ "هبة" حددوا وجهتها بدقة متناهية.
ووفقا لـ "بيرنسون" أن "تمثال الحرية" لم يكن "هدية" من فرنسا للولايات المتحدة. وكان نابليون الثالث، سيد فرنسا عندما جرى تصميم التمثال، معارضا للفكرة بسبب واقع نظامه الاستبدادي، ولم تدفع حكومة الولايات المتحدة دولارا واحدا، وحتى لو كان مؤيدو المشروع الأميركيين قد وعدوا أن بلادهم ستحوّل تمثال الحرية إلى حد ما، واعتبره بعض المحافظين الأميركيين بمثابة "حصان طراودة" للأفكار "اليسارية" التي قد تأتي من أوروبا.
ما يؤكده أدوارد بيرنسون هو أن الأمريكيين أظهروا في البداية القليل من الحماس للمشروع، بل كان لا بد من التغلّب على عدد من العقبات قبل عرض التمثال على الجمهور الأمريكي في نيويورك عام 1886.
ويصل المؤلف في النهاية إلى القول أن "تمثال الحرية" باعتباره "الرمز الأكثر بروزا لأميركا" كان دائما عرضة للاستثمار التجاري والسياسي في أمريكا، فالمعلنون استخدموه من أجل الترويج لمنتجاتهم وبضائعهم ورجال السياسة جعلوا منه "خلفية" حملاتهم الانتخابية، بل استخدمه أحد "كازينوهات لاس فيجاس" في دعاياته.