فى مثل هذا اليوم 25 يونيو من عام 1903م ولد الكاتب والأديب البريطانى الشهير جورج أورويل، وهو صحفى ووروائى بريطانى، عمله كان يشتهر بالوضوح والذكاء وخفة الدم والتحذير من غياب العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الشمولى وإيمانه بالاشتراكية الديمقراطية، ويعتبر القرن العشرون أفضل القرون التى أرخت الثقافة الإنجليزية، وكتب أورويل فى النقد الأدبى والشعر الخيالى والصحافة الجدلية.
تناولت كتابات أورويل الرئيسية – الحنين إلى كتالونيا، ومزرعة الحيوان، و1984 – بالأساس مسألة ما إذا كان من الممكن بناء مجتمع مختلف جذريا، تطورت وتغيرت سياسات أورويل خلال فترة مضطربة من تاريخ العالم – حقبة الحروب والثورات ــ ولفهم أعمال أورويل، علينا أن ندرك الزمن الذى كتبهم فيه.
تأثر أورويل بشدة بالانتقادات التروتسكية والأناركية من قبل الاتحاد السوفيتى والأناركيين، والتى تركز على الحرية الفردية. فى الجزء الثانى من كتاب "الطريق إلى ويجان بير" الذى نشر من قبل نادى الكتاب اليسارى، قال أورويل: "الاشتراكى الحقيقى هو الذى يرغب بشدة فى رؤية انهيار الطغيان ليس مجرد تصويره ذلك على أنه مرغوب".
كما ذكر أيضا فى كتاب "لماذا اكتب" (1946): "لقد تمت كتابة كل سطر كتبته منذ عام 1936 بشكل مباشر أو غير مباشر ضد الشمولية ولأجل الاشتراكية الديمقراطية على حسب فهمى لها"، كان أورويل من مؤيدي الاتحاد الأوروبى الاشتراكي كما ورد في مقال (1947) عن موقفه "تجاه الوحدة الأوروبية" والتي ظهرت للمرة الأولى فى صحيفة "بارتيسان ديفيو" لكاتب السيرة "جون نيوزينقر".
كما كان لانحياز أورويل لعامة الناس أثره العظيم على أعماله. ففي "الطريق إلى ويجن باير"، يختلط أورويل بالفقراء وعمال المناجم ويعيش معهم ويكتب عن أحوالهم اليومية وعن الفقر المدقع الذى يعيشون فيه، مطالبًا بتحسين أوضاعهم، ويهاجم النظام الرأسمالي الذي يتسبب في أوجاعهم، وفى 1984 يكتب دفاعًا عن حريتهم الفردية، ولكن الأهم هو أن أورويل وجّه كتاباته إلى عامة الناس، وليس إلى المثقفين، بأسلوبه السهل والبسيط، وباستعارات يمكن أن يفهمها أبسط الناس، ورحل عن عالمنا في 21 يناير عام 1950م.