تعتبر قبة يونس الداودار من الآثار المعروفة في القاهرة القديمة وقد أنشأها الأمير المملوكى يونس الدوادار لتكون ضريحًا له غير أنه لم يدفن بها في النهاية، وتقع بشارع باب الوداع وتعتبر من بواكير عمارة المماليك الچراكسة، وقد ذكر المقريزي عن موقع القبة أنها "خارج باب الوزير تحت القلعة"، ويرجع تاريخ إنشاء هذه القبة إلى العصر المملوكي، وبالتحديد فى نهاية العصر المملوكي البحري، وبداية العصر المملوكي الجركسي، حيث أُنشئت سنة 783 هجرية، 1382 ميلادية.
أما منشئها فهو الأمير شرف الدين يونُس النوروزي الدوادار، وأصله من مماليك الأمير جرجى الإدريسي نائب حلب، واستقر من جملة المماليك اليلبغاوية، تنقل في الخدمة إلى أن تولى أمر طبلخانة، وولي إمرة بعلبك، ثم اتصل بالظاهر برقوق فاستقر عنده دويدارا كبيراً وتقدم في سلطنته الأولى، وكان أحد أركان الملك الظاهر، وإليه كان تدبير المملكة، وكان خدمه وباشر داواداريته من أيام إمرَته، وكان عاقلا مدبرا حازما وهو صاحب الخان خارج مدينة غزة وغيره، معروفة عمائره باسمه، ولا يحتاج ذلك إلى التعريف ومن ضمن عمائره الشهيرة تربته التي توجد خارج باب الوزير.
شيد الأمير يونُس الدوادار الكثير من العمائر التي تحمل اسمه، فعمائره معروفة، ومما عمره بالقاهرة قيسارية، وله تربة خارج باب الوزير، ومدرسة خارج دمشق، وخان خارج غزة بالتحديد خان برقوق وسميت المدينة على اسمه خان يونس، حيث يذكر ابن حجر العسقلانى أنه عمر الخان الكبير الذي بعد غزة في طريق مصر فعظم النفع به، وله آثار حسنة، وله عدة أحواض سبيل بديار مصر والشام.
تُوفى الأمير يونس الدوادار النوروزى بالقرب من خربة اللصوص، وذكر العسقلانى في الدُرر الكامنة أن مقتله كان سنة 771 هـ، لكن الثابت عند جمهور المؤرخين أنه قتل عام 791 هـ، ضمن حوادث الفتنة التي وقعت بين يلبغا الناصرى وعساكر مصر.