قال محمد بدوي، أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة القاهرة إنجابر عصفوركان مؤهلاً لأن يصبح ناقدًا شعريًا مميزًا، مضيفًا: "أرى أنه صاحب إنجاز كبير فى هذا الشأن برغم ما أثاره من جدل كبير بعد كتابه "زمن الرواية"، والنقد معقد جدًا وفن صعب، وعلى ناقده أن يكون لديه حساسية لهذا الفن، والشعر الآن يستعصى على التسليع ونقاده يقلون، وكان جابر عصفور على معرفة كبيرة بكل ذلك، فضلا عن احترامه لهذا الفن، ولقد تربى فى الخمسينيات على حب الشعر وشهد حركة نهوض الشعر خلال تلك الفترة، وتربى على نظريات النقد الجديد على يد سهير القلماوي".
جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية الأولى التى أقيمت ضمن الملتقى الدولي "جابر عصفور.. الإنجاز والتنوير" والذى يقام بالمجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون بين وزارة الثقافة ومؤسسة العويس الثقافية.
فيما قال أحمد درويش، إن جابر عصفور كان رجلاً من عامة الناس ينتمى من أبناء الفقراء، وتسلح بالوعى القومى والطموح والرغبة فى التغيير، إذ كانت لديه رغبة فى دفع الأمور للتغيير، مضيفا أنه خلال ترؤسه المجلس الأعلى للثقافة قدم العديد من المشروعات الثقافية الكبرى ومنها المشروع القومى للترجمة، واستطاع فى عصره أن يجعل القاهرة قبلة الثقافات العربية والثقافية، كما خلق زخما عظيما، ولعب دور "الحكيم" بجانب دوره التنويري والأدبي كناقد.
من جانبها قالت الروائية المغربية زهور كرام: إذا وضعنا المشروع النقدى لجابر عصفور نصب أعيننا سوف نلاحظ أنه وفى العصر الرقمى، وزمن المفاهيم المختلفة، فإننا سنستطيع الاستفادة من منهجية جابر عصفور، بصفته رائدا فى التنوير الاستراتيجي.
بينما قال طارق نعمان: جهود التنوير كبلت من بعض المؤسسات وليس الجماعات الظلامية فقط، وهو ما دعا جابر عصفور أن يتخذ نموذج المثقف التنويري يملك حلم للتغيير، وقد نال عصفور جزاءه بعد طرده من الجامعة عام 1981، على موقفه من السلطة حول هذا الشأن، وبعد رحيل فرج فودة انتهز تلك اللحظة وطلب سمير سرحان إصدار تراث التنوير تحت عنوان سلسلة "المواجهة" وبدأ النظام يشعر أنه أمام قيادة ثقافية قادرة على المواجهة.