تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب الكبير محمد مستجاب (1938- 2005)، الذى يعد أحد الرموز البارزة فى الكتابة عن مجتمع الصعيد، حيث مثل مع كتاب آخرين طليعة التعبير عن بيئة الجنوب بكل ما فيها من عالم متميز، ونستعرض معًا 5 من أشهر كتاب الصعيد:
محمد مستجاب
نشر محمد مستجاب أول قصة قصيرة له "الوصية الحادية عشرة" فى مجلة الهلال فى أغسطس 1969، وصدرت روايته الأولى "من التاريخ السرى لنعمان عبد الحافظ" عام 1983 التى حصل عنها على جائزة الدولة التشجيعية عام 1984 وترجمت إلى أكثر من لغة، تلتها مجموعته القصصية الأولى "ديروط الشريف" عام 1984، ثم أصدر عدة مجموعات قصصية منها "القصص الأخرى" عام 1995 ثم "قصص قصيرة" عام 1999، ثم "قيام وانهيار آل مستجاب" عام 1999 التى أعيد طبعها ثلاث مرات بعد ذلك. ثم "الحزن يميل للممازحة" عام 1998 وأعيد طبعها أيضاً عدة مرات. ثم أصدر روايتين هما "إنه الرابع من آل مستجاب" عام 2002 و"اللهو الخفي" التى صدرت قبل شهرين من وفاته.
عبد الرحمن الأبنودى
ولد عام 1938 فى قرية أبنود بمحافظة قنا فى صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذونًا شرعيًا وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديدًا فى شارع "بنى على" واستمع إلى أغانى السيرة الهلالية التى تأثر بها.
من أشهر أعماله جمع السيرة الهلالية التى جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها، ومن أشهر كتبه كتاب (أيامى الحلوة) والذى نشره فى حلقات منفصلة فى ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها فى هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة
ظهر عبد الرحمن الأبنودى فى فترة شهدت الساحة الأدبية تواجد عدد كبير من شعراء العامية المصرية، وفى مقدمتهم صلاح جاهين فؤاد حداد، وأحمد فؤاد نجم وغيرهم.
عمل الأبنودى مع عدد من أهم المطربين فى مصر من العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والفنان محمد رشدى.
كان أول الدواوين الشعرية التى ألفها الأبنودى هو ديوان "الأرض والعيال"، الذى صدرت طبعته الأولى عام 1964
فى عام 1967، صدر ديوانه الثانى "الزحمة"، وتبعه ديوانا "عماليات" عام 1968 و"جوابات حراجى القط" فى العام التالي.
أكمل الأبنودى خلال السبعينيات مسيرة إبداعه الشعرى، فألف عدة دواوين شعرية نذكر منها ما يلي: "الفصول" عام 1970، و"أنا والناس" عام 1973، وديوان "بعد التحية والسلام" و"صمت الجرس" عام 1975، و"المشروع الممنوع" عام 1979 وغيرها. وفى فترة الثمانينيات، حقق الأبنودى أشهر إنجازاته عندما تمكن من إصدار السيرة الهلالية فى خمسة أجزاء، والتى جميع فيها أشعار شعراء الصعيد وقصصهم عن بنى هلال. وبعدها نشر الأبنودى ديوانا "الاستعمار العربي" عام 1991، والجزء الأول من مختاراته الشعرية عام 1994.
حصل الأبنودى على جائزة النيل 2010، وجائزة الدولة التقديرية عام 2001، و فاز الأبنودى بجائزة محمود درويش للإبداع العربى للعام 2014.
ورحل عبد الرحمن الأبنودى فى 21 أبريل من عام 2015.
يحيى الطاهر عبد الله
ولد يحيى الطاهر عبد الله فى 30 أبريل عام 1938 بقرية الكرنك بالأقصر، وقدم العديد من الأعمال البارزة فى أدب جيل الستينيات منها "الطوق والأسورة، الدف والصندوق، حكايات للأمير حتى ينام".
قدمه يوسف إدريس فى مجلة الكاتب، ونشر له مجموعة "محبوب الشمس" بعد أن قابله واستمع إليه فى مقهى ريش، قدمه أيضًا عبد الفتاح الجمل فى الملحق الأدبى بجريدة المساء، وبمرور الوقت بدأ نجمه يلمع ككاتب قصة واعد، وأحد أبرز كتابها بشكل عام، مصريًا وعربيًا.
ظهر يحيى الطاهر فى وقت فاصل فى مسار القصة القصيرة، إذ خلص الكتاب من قبضة يوسف إدريس الذى أثر على كتاب عصره والأجيال التى تلته، وجاء بلغة مختلفة تعبر عن بيئة مختلفة غير مكشوفة، ووحده يحيى الذى امتلك أسرارها، وحين رحل الطاهر عبد الله فجاءة نعاه أدريس وكتب فى رثائه مقالة بعنوان (النجم الذى هوى) ونشرت بالأهرام فى 13/4/1981، كما رثاء الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، بقصيدة "عدودة تحت نعش يحيى الطاهر عبدالله"، وكتب عنه شاعر الرفض أمل دنقل واحدة من اجمل قصائده هى "الجنوبى".
وأصدر الراحل عدداً من المجموعات القصصية والروايات، منها "ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالاً"، و"الدف والصندوق" 1974، و"أنا وهى وزهور العالم" 1977، و"الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة" 1977، و"حكايات للأمير حتى ينام" 1978، و"تصاوير من الماء والشمس" 1981، ورواية "الطوق والأسورة" التى تحولت فى عام 1986 إلى فيلم سينمائى شهير أخرجه خيرى بشارة، وعن عالمنا قبل أن يتم الثالثة والأربعين بأيام، ودفن فى قريته بالأقصر.
رحل يحيى الطاهر عبد الله فى سنة 1981 إثر حادث أليم على طريق الواحات.
أمل دنقل
ولد أمل دنقل فى يونيو من عام 1940، كان والده عالمًا من علماء الأزهر، ممّا أثر فى شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح.
وقد أطلق عليه والده اسم "أمل" بسبب النجاح الذى حققه بعد ولادته فى نفس السنة التى حصل فيها على إجازة العالمية، عُرف أمل بالنباهة والذكاء والجد تجاه دراسته، وقد التحق بمدرسة ابتدائية حكومية أنهى فيها دراسته سنة 1952.
رحل أمل دنقل إلى القاهرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية فى قنا وفى القاهرة التحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكى يعمل.
عمل أمل دنقل موظفاً بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفاً فى منظمة التضامن الأفروأسيوى، لكنه كان دائماً ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الشعر.
استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربى، وقد كان السائد فى هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة، عاصر أمل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم فى تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بهزيمة 1967.
كتب أمل دنقل العديد من القصائد القوية التى يرددها المثقفون مثل "لا تصالح، كلمات سبارتاكوس الأخيرة" وغيرها من القصائد، ورحل عن عالمنا فى 21 مايو من عام 1983م.
بهاء طاهر
ولد 13 يناير من عام 1935م، وكان أول إصدار له مجموعته القصصية بعنوان "الخطوبة" في عام 1972م.
ينتمى بهاء طاهر إلى جيل الستينيات، منح الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2008 عن روايته "واحة الغروب"، ولد فى محافظة الجيزة، وحصل على الشهادة الجامعية فى كلية الآداب قسم التاريخ، عام 1956 من جامعة القاهرة ودبلوم الدراسات العليا فى الإعلام شعبة إذاعة وتليفزيون سنة 1973.
عمل مترجمًا فى الهيئة العامة للاستعلامات بين عامى 1956 و1957، وعمل مخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثانى الذى كان من مؤسسيه حتى عام 1975 حيث منع من الكتابة، بعد منعه من الكتابة ترك مصر وسافر فى أفريقيا وآسيا، حيث عمل مترجما، وعاش فى جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجما في الأمم المتحدة عاد بعدها إلى مصر حيث يعيش إلى الآن.
بعدما أصدر أول مجموعاته القصصية عام 1972 بعنوان (الخطوبة)، بعدها توالت أعماله بين مجموعة قصصية مثل: (بالأمس حلمت بك)، (أنا الملك جئت)، (ذهبت إلى شلال)، و(لم أكن أعرف أن الطووايس تطير)، وروايات مثل: (شرق النخيل)، (قالت ضحى)، (خالتي صفية والدير)، (الحب في المنفى)، (نقطة النور)، و(واحة الغروب).
حاز بهاء طاهر على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1998، حصل على جائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير، حصل على جائزة آلزياتور Alziator الإيطالية لعام 2008 عن الحب في المنفى - تعديل خالد خير، ورد بهاء طاهر جائزة مبارك للآداب التي حصل عليها عام 2009 في العام 2011 أثناء الاحتجاجات التي شهدتها مصر، كذلك تم تكريم الكاتب الكبير بافتتاح وزير الثقافة الدكتور صابر عرب ومحافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين لقصر ثقافة بهاء طاهر بالأقصر، وفى 2021 منح الروائى بهاء طاهر، درع غسان كنفانى للرواية العربية تقديرًا لدوره فى تاريخِ الروايةِ العربية وتطورها وأثرهِ وإرثه الواضحِ فى إغنائها وتطورها وتقدّمها.