استطاع المفكر الكبير عباس محمود العقاد الكتابة فى شتى المجالات واليوم تحل ذكرى ميلاده إذ ولد فى مثل هذا اليوم 28 يونيو من عام 1889م، فقد أوتى الكتابة بكل ملكاتها ومواهبها فقد توسع فى المقال والنقد والتاريخ واللغويات والدين والفلسفة والعلوم، كما فاض بالشعر فما هو أول دواوينه؟.
اول دواوين المفكر الكبير عباس محمود العقاد، هو ديوان بعنوان "ديوان من دواوين"، وهو الديوان الذى أتيح مجانا على مؤسسة هنداوى للنشر، حيث جمع العقاد فى هذا الديوان مجموعة منتقاة من أشعاره التى سبق أن نشرت فى دواوين شعرية أخرى له، لتتبدى هنا ملامح مدرسته المُجدِّدة فى الشعر (مدرسة الديوان)، فنجد مواضيع شعرية جديدة تمامًا فى قالب تميز بوحدة القصيدة عضويا وفنيا، فكانت العاطفة الغالبة على القصيدة واحدة ذات موضوع محدد، نابذًا أساليب القدماء فى بناء القصيدة وافتتاحها بما اعتادوا عليه من الغزل والبكاء على الأطلال.
فيتحدث عن "عسكرى المرور" و"فن السينما"، ويصف الشتاء فى مدينته أسوان، كما نلمس عاطفته الوجدانية وتعبيره عن عواطف نفسه ليعبر شعره عن ما يقلقه من مشكلات، فنجد قصائد كـ "ندم" و"مزيج" وغيرها، حيث يتبدى الطابع النفسى والفلسفى لفكر العقاد.
ولد عباس محمود العقاد فى أسوان، ودرس فى مرحلته الابتدائية بمدرسة أسوان الأميرية، والتى أتمها فى عام 1903م، وكان والده يهتم بصحبته إلى المجالس الأدبية، حيث كان يصطحبه إلى الشيخ والأديب أحمد الجداوي، وهو واحدًا ممن تلقى العلم على يد جمال الدين الأفغانى، ومن ذلك الوقت لم يستطع العقاد الابتعاد ومفارقة تلك المجالس فعمد إلى الاستماع الدائم للمطارحات الشعرية التى يقولها الشّيخ، بالإضافة إلى مقامات الحريرى التى كان يتناولها فى مجلسه.
ومداومة عباس محمود العقاد على مجلس الشيخ أحمد الجداوى جعله مطالعًا للكتب الأدبية والكتب القديمة، كما كان دائم المطالعة على كتب الشعر، فأصبحت مداركه أوسع وأكثر زخمًا.
شغل العقاد الكثير من الوظائف الحكومية فى المديريات ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف، ولكنه استقال منها ليتفرغ لإبداعاته، واستمراره فى كتابة المقالات العلمية فى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات، التى كان لها تأثير متميز فى الحياة الأدبية والسياسية.