"يا إلهي ماذا فعلنا".. بهذه الكلمات كتب الكابتن روبرت أ. لويس، مساعد قائد الطائرة B-29 Superfortress المسمى Enola Gay، تلك الكلمات بعد وقت قصير من الساعة 8:16 صباحًا في 6 أغسطس 1945، أى بعد لحظات من قيامه هو وزملاؤه بإلقاء القنبلة الذرية على مواطنى هيروشيما، تلك اللحظة التى تغير فيها مجرى التاريخ، بفعل كرة نارية نووية تسببت فى إنهاء مدينة، ومات ما لا يقل عن 100 ألف إنسان وشارفت حرب عالمية على نهايتها.
كان روبرت لويس يسجل كل لحظة عاشها، إذ كان من بين عشرات من أفراد طاقم "إينولا جاي" الذين سلموا القنبلة التي يبلغ وزنها 15 كيلو طن، والتي حملت اسما رمزيا هو "ليتل بوي" والشخص الوحيد على متنها الذي احتفظ بسرد تفصيلي للمهمة بالغة السرية التي غيرت العالم.
يعد سجل لويس المؤلف من 11 صفحة لتلك الدقائق القليلة من بين أهم الوثائق في القرن العشرين، وهو سرد مروّع ومفجع في كثير من الأحيان لتلك اللحظات بالذات بين عالم ما قبل الذرة وما بعد الذرة - قبل أن يتم ضرب هيروشيما، لكن هذه الوثائق لم يرها الجمهور منذ أن تم بيعها فى عام 2002 فى مزاد أمريكى مشهور للناشر مالكولم فوربس.
وبعد 20 عاما، سيتم طرح هذه الوثائق المسماة "قصف هيروشيما 6 أغسطس 1945" في مزاد، وذلك في 16 يوليو، وسيضم هذا المزاد التاريخي أكثر من 50 قطعة أثرية غير عادية عرضت في تاريخ التراث.
فى هذا السياق، قال جو مادالينا، نائب الرئيس التنفيذي لمزادات هيريتيدج: "من غير المعروف تقريبًا وجود وثيقة واحدة تشير إلى بزوغ فجر عصر جديد في تاريخ البشرية، ومع ذلك فإن سجل لويس يقدم تجربته العميقة باعتبارها السجل الوحيد لحظة بلحظة لميلاد العصر الذري. وستظل إلى الأبد بمثابة سجل لا يقدر بثمن في تاريخ البشرية".