وصل الأسطول الفرنسى للحملة الفرنسية على الإسكندرية في مثل هذا اليوم الأول من يوليو عام 1798 وقد كانت فكرة الحملة الفرنسية محل نقاش في فرنسا قبل ذلك التاريخ بسنوات حيث أكد نابليون للحكومة الفرنسية أنه بمجرد السيطرة على مصر، سيقوم بالتحالف مع الأمراء الهنود والهجوم على بريطانيا العظمى في مستعمراتها.
وكما ورد في كتاب "نابليون وبلاد فارس: العلاقات الفرنسية الفارسية في ظل الإمبراطورية الأولى" لإيرادج أمينى فقد قال نابليون إنه "بمجرد السيطرة على مصر وتحصينها، سنقوم بإرسال 15 ألف جندي من السويس إلى مملكة تيسور لمساعدة السلطان تيبو في القضاء على الوجود البريطاني في الهند".
ولدى وصوله فكر الإمبراطور الفرنسى في مخاطبة المصريين بشأن حملته الغازية حيث شدد على احترامه الدين الإسلامى والقرآن العظيم وكما أورد عبد الرحمن الجبرتى في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" فقد جاء في بيان بونابرت:
"بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا الله، لا ولد له، ولا شريك له في الملك، من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية، السر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونابرته، يُعّرف أهالي مصر جميعهم، قد قيل لكم، إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح، فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى، وأحترم نبيه والقرآن العظيم".
وأضاف: "أيها المشايخ والقضاة...قولوا لأمتكم أن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في رومية الكبرى وخربوا فيها كرسي البابا الذي دائما يحث النصارى على محاربة الإسلام...طوبى ثم طوبى لأهالي مصر الذين يتفقون معنا بلا تأخير فيُصلح مالهم وتُعلى مراتبهم، طوبى أيضا للذين يقعدون في مساكنهم غير مائلين لأحد من الفريقين المتحاربين...لكن الويل كل الويل للذين يعتمدون على المماليك في محاربتنا، فلا يجدون بعد ذلك طريقا إلى الخلاص ولا يبقى منهم أثر".