بائعُ المَوْز
كتفي يؤلمني
وقدماي تعبتا من كثرة المشي
سأستريحُ هنا على هذه الصخرة
تحت هذا الليل
سينزُ هذا الجرح قليلاً ثم يصمت
سأترك ساقاي يدلكهما ماءُ الندى
في زحمةِ الفجر
وأحكي لنفسي حكاية الكسلان
كان يا ما كان
كسلان هش ينامُ على صدرِ مولاته الرمانة
يجلسُ عليها ويتثاءب لكن قلبه لازال مضطرباً
ويقول
لا بأس لا بأس
سأجلسُ هنا على هذه الصخرة
في زحمةِ الفجر
وأرواحنا تصعدُ أعلى البناياتِ
وتطلُ
علينا
ضجرون
وأرواحنا خفيفة
غرقى
وأرواحنا طافية
نيام
وأرواحنا يقظة
وحيدون
وأرواحنا مؤتنسة بوجودِ كاملٍ
محبوسون في البنايات الرخيصة
وأرواحنا تلهو على الأسطحِ مع تنورة القمر
وتغني:
"الفقيرُ ككنزٍ لم يُكتَشفْ بعد"
يقول الفقيرُ سأجلس هنا على هذه الصخرة
سيمرُ الزمنُ المجنون
بوطئه الثقيل
سيفركُ الفتى في كفيه فانوس
سيطلع الشيطان من بخارِ أحلامه
سيخرجُ ملاكٌ شفيف من ظلمة كوابيسه
ظلمةٌ ماجنة تحيطُ به
ووجودٌ كاملُ ينتظره على الضفةِ البعيدة
يقول بائعُ الموز هلموا إلي أيها القردة
ويقول الفتى الفقير أبيعُ هنا على هذه الصخرة
كتفي يؤلمني
وقدماي تعبتا من كثرة المشي
سأستريحُ هنا على هذه الصخرة