تكشف واقعة ضبط 25 لوحة مزيفة من أعمال الفنان الأمريكى الشهير جان ميشيل باسكيات بمعروض أورلاندو للفنون عن صعوبات تواجه توثيق الأعمال الفنية ومنها المقابل المادى الكبير الذى يحصل عليه خبراء توثيق اللوحات فضلا عن صعوبة التوصل إلى ملاك اللوحات وتتبع مسار الأعمال الفنية من مخازن الاستوديوهات إلى المعارض والمزادات.
واقعة التزوير
نقل مكتب التحقيق الفيدرالى الأمريكىFBI الزوار الذين حضروا معرض جان ميشال باسكيات في متحف أورلاندو للفنون بسرعة من المبنى، حيث دخلت مجموعة من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى صالات العرض وبدأت في إزالة الأعمال من على الجدار.
تم أخذ جميع اللوحات الـ 25 من قبل السلطات بعد أن أثيرت تساؤلات حول أصالتها منذ افتتاح المعرض في فبراير، وركزت الشهادة المؤلفة من 41 صفحة الملحقة بأمر التفتيش المقدم إلى المتحف من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي والذى اطلعت عليه صحيفة نيويورك على أن تحقيقاتها كشفت "معلومات خاطئة تتعلق بملكية اللوحات".
وقالت متحدثة باسم المتحف فى بيان: "من المهم أن نلاحظ أنه لم يتم توجيهنا حتى الآن للاعتقاد بأن المتحف كان أو يخضع لأي تحقيق"، وأضافت: "نحن مجرد شاهد على الحقائق".
الأعمال، المملوكة للتاجر ويليام فورس وداعمه المالي ليو مانجان، تم إنتاجها في عام 1982، عندما عاش باسكيات في ستوديو أسفل منزل لاري جاجوسيان في لوس أنجلوس وكان يستعد لعرض في معرضه في المدينة، ويبدو أن الفنان باع هذه الأعمال مباشرة إلى كاتب السيناريو الراحل ثاد مومفورد مقابل 5000 دولار.
احتفظ مومفورد وفقا لنيويورك تايمز بالأعمال في وحدة تخزين لمدة 30 عامًا حتى عام 2012، عندما أدت مدفوعات الإيجار المتأخرة إلى مصادرة محتوياتها وطرحها للمزاد، تم اكتشاف الأعمال الـ 25 على ما يبدو من قبل فورس، الذي دفع 15000 دولار مقابلها.
وقال مساعد ستوديو باسكيات جون سيد إنه لا يتذكر الأعمال بينما قال المستشار الفني تود ليفين لـ Artnet News: "هذه الأعمال المزيفة موجودة منذ وقت طويل وكنت على علم بها.. من الواضح لأي شخص لديه خبرة في أعمال باسكيات التي نشأت من عقود من الخبرة في التعامل معها والتعامل معها والنظر إليها ومعرفة الفنان أن هذه بلا شك ليست من قبل الفنان".
وتشير شهادة F.B.I الخطية أيضًا إلى "محاولات بيع اللوحات باستخدام مصدر مزيف".
أزمة فى توثيق لوحات باسكيات
وعبرت سينثيا برومباك، رئيسة مجلس أمناء المتحف، عن ما جرى بعبارات مماثلة في بيان، قائلة: إن مجلس الأمناء "قلق للغاية بشأن العديد من القضايا المتعلقة بالمعرض مع الكشف عن مراسلات بالبريد الإلكتروني أُرسلت إلى الأوساط الأكاديمية بخصوص توثيق بعض الأعمال الفنية في المعرض كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وذكرت نيويورك تايمز أن المتخصصة التى تعيينها للحصول على رأيها والذي تم الاستشهاد به في تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي هى جوردانا مور ساجيزي، وهى أستاذ مشارك في الفن في جامعة ماري لاند. وطلبت هذه الخبيرة 60 ألف دولار مقابل تقرير مكتوب عن اللوحات وهذا إن دل فإنما يدل على أن جزءا من صعوبة توثيق اللوحات يكمن في الأجر الباهظ الذى يتلقاه خبراء التوثيق.
كيف وصلت اللوحات إلى متحف أورلاندو؟
يؤكد المتحف ومالكوه أنه تم العثور على اللوحات في وحدة تخزين في لوس أنجلوس في عام 2012 بينما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الأسئلة أثيرت حول إحدى اللوحات التي تم رسمها على ظهر صندوق شحن من الورق المقوى مع أحرف FedEx لم يُستخدم حتى عام 1994 أى بعد ست سنوات من وفاة باسكيات ، وفقًا لأحد العاملين في الشركة.