ظلت سيبيريا كنزا دفينا لعلماء الحفريات والباحثين في مجالات تاريخية لأكثر من عقد من الزمان وهو ما جعل لوف دالين عالِم الوراثة التطورية في المتحف السويدي للتاريخ الطبيعي في ستوكهولم، يسافر إلى روسيا كل عامين للبحث عن بقايا الماموث ومخلوقات العصر الجليدي الأخرى المحفوظة في التربة الصقيعية وفي وقت سابق من هذا العام ، بعد عامين من القيود المفروضة على انتشار الوباء، كان دالين وفريقه يستعدون للمغادرة في رحلة بحثية طال انتظارها إلى البراري الروسية.
لكن في فبراير غزت روسيا أوكرانيا ومنذ ذلك الحين، "تغير كل شيء"، كما يقول دالين فوسط قيود السفر والعقوبات، اضطر إلى إلغاء الرحلة الاستكشافية كما ذكرت مجلة ناتشر.
أدخلت الحرب العديد من العلماء والباحثين الذين تربطهم علاقات مع روسيا في حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل أبحاثهم وعلاقاتهم مع زملائهم الروس بين العقوبات وانهيار التعاون وإلغاء العمل الميداني حتى أصبحت دراسة التاريخ من خلال العينات الروسية القديمة المحفوظة بشكل رائع في كثير من الأحيان ضحية غير متوقعة للحرب.
وقد كانت روسيا قبل الحرب في قلب بعض أكبر الاكتشافات الأثرية والحفرية في القرن - بما في ذلك اكتشاف إنسان دينيسوفان، وهو نوع بشري قديم تم العثور عليه في كهف سيبيريا وتم وصفه في عام 20101. كما كشف علماء الآثار فى سيبيريا عن مجموعة كبيرة من بقايا أخرى من العصر الجليدي وهو العصر ، الذي استمر من حوالي 2.5 مليون سنة مضت إلى 11700 سنة مضت.
وفي قلب العديد من هذه الاكتشافات كانت توجد علاقات طويلة الأمد بين الباحثين الروس والأجانب حيث يقول دالين إن الحرب ورد الفعل الغربي جعلا هذا التعاون "شبه مستحيل" حيث قطعت العديد من الدول والجامعات الغربية العلاقات مع المؤسسات الروسية بعد الغزو وأعلنت الولايات المتحدة في يونيو أنها ستنهي العلاقات البحثية مع روسيا.