التاريخ ملئ بالمجانين الذين قد وصلوا إلى سدة الحكم في العالم، والذين غيروا مجرى التاريخ، فهناك العديد من الشخصيات الذين ارتكبوا حماقات ربما اعتقد البعض إنها عادات غريبة لكنها في الأصل جاءت نتيجة إصابة أصحابها بالخرف أو الجنان.
وفى التقرير التالي نسلط الضوء على عدد من القادة والمشاهير المجانين الذين عانوا من الاضطرابات النفسية الحادة بالفعل، ونعتهم بالمجانين لم يكن أبدًا كناية عن غرابة أطوارهم أو عبريتهم الفذة.. ومن هؤلاء:
كاليجولا
من أشهر مجانين التاريخ، استطاع أن يصل إلى حكم الرومان وتمكن من إسقاط مقاليد الإمبراطورية الرومانية تحت يده وأصبح هو الإمبراطور الروماني ومن هنا قام باستغلال سلطته في إقامة أبشع الجرائم في حق راعيته، من أبشع أعمال كاليجولا أنه قام بادعاء الألوهية ولم يكتف بذلك بل كان دائما يحاول أن يجد طريقة لتقمص صفات الإله من إحياء الموتى والتحكم في غروب الشمس وشروقها وكذلك ظهور القمر واختفائه ومن هنا إصابة حالة من الجنون وأراد أن يدخل اسمه في التاريخ ويخلد بين العظماء فقام بقفل مخازن الحبوب حتى يعيش الشعب في مجاعة وبالفعل راح ضحايا هذه المجاعة أعداد مهولة من الشعب والغريب أنه وجد متعته في ذلك المجاعة لأنه شعر أنه يبديه موت الأشخاص وعند رفع المجاعة وإعطاء الحبوب لهم سوف يرفع عنهم الموت وبذلك أحياهم.
نيرون
نيرون راح ضحايا آلاف الرومانيون الابرياء برغم من وقوع مقاليد حكم الإمبراطورية الرومانية في يد نيرون إلا إنه في الحقيقة لم يكن لديه أي شغف بأمور الحكم والسلطة ولم يسع إليها نهائيا ولكن والدته هي التي سعت إلى وصول ابنها للحكم ويقال انها في ذلك الوقت استغلت ضعف الإمبراطور الروماني كلوديوس وقامت بقتله وجلبت ابنها نيرون بدلا منه برغم من عدم احقيته بالمنصب … منذ أن تولى نيرون الحكم الآلاف المواطنين وكان يقوم بتسميمهم لم يضيع وقته في الكلام مع أي شخص يعارضه كان يقوم بدس السم له مباشرة من الأشخاص الذين قام نيرون بتسميمهم والدته ومعلمه وقائد جيشه وغيرهم الكثيرين أكثر ما اشتهر عن الامبراطور نيرون أنه قام بحرق روما بأكملها وأشعل النيران بها لأيام.
الملك تشارلز السادس
ملك فرنسا كان يُطلق عليه قومه اسم: تشارلز المجنون ومع ذلك، فقد حكَم فرنسا فترة طويلة جداً (منذ العام 1380 إلى 1422) أي حوالي 42 عاماً!، يوصف بأنه كان طبيعياً للغاية فى بداية حكمه، لكن بعد مرور عدة سنوات بدأت أعراض نفسية عنيفة فى الظهور عليه بأشكال مُختلفة، مثل نسيانه الكامل لاسمه، ونسيانه تماماً أنه ملك فرنسا، ولم يعد يتعرف على زوجته أو أولاده على الإطلاق، ويعتبرهم غرباء عنه لم يسبق أن رآهم أبداً.
وفي العام 1405 أصيب بحالة غريبة برفضه الكامل أن يستحم أو يغير ملابسه لمدة 5 شهور متواصلة وبدأ يتبنى نظريات غريبة، مثل اعتقاده أن جسده مصنوع من الزجاج، وعلى الرغم من غرابة هذا الاعتقاد، إلا أن الطب النفسي الحديث أثبت بالفعل أن بعض المرضى النفسيين يعانون من نفس الفكرة، ويعتقدون أن أجسادهم مصنوعة من الزجاج، ومن الممكن أن تتهشم فى أي لحظة.
الملك جورج الثالث
على الأرجح ثاني الحكام المجانين الأكثر شهرة في التاريخ، ويرجع ذلك إلى إلى الفيلم الشهير "جنون الملك جورج"، وقد جلس جورج الثالث على عرش إنجلترا من 1760-1820، وكان يعاني من مرض وراثي هو "البورفيريا"، الذي أصاب أيضا ماري، ملكة الأسكتلنديين، وتسبب مرض الملك في مشكلة صعبة لإنجلترا وقتها، وفي عام 1788، قدم "وليام بيت" رئيس الوزراء حلًا (1759-1806)، بحكم ابنه لإنجلترا ليقضى الملك المخلوع وقته في عزلة.
الإمبراطورة آنا إيفانوفنا الروسية
وفقا لصحيفة "البينسانتى" الإسبانية فإن آنا لم تولد لتكون ملكة، تم وضعها على العرش من قبل مجلس روسيا، وظنوا أنهم يستطيعون السيطرة عليها مثل الدمية، ولكنها فعلت ما فكرت فيه، فكانت قصتها عبارة عن مزيج متوقع عندما تخلط السلطة المطلقة بالجنون التام، فأمبراطورة روسيا التى حكمت بين عامى 1730 و1740 اشتهرت بـ"مقالب" عنيفة ووحشية، وكانت تحب أن تقتل البشر أو تعذبهم بطرق تعتبر مضحكة.
كان عصر آنا يعتبر واحداً من أكثر الفترات رعباً فى تاريخ روسيا، فالشرطة السرية كانت قد تأسست فى وقتها، وكلمة خارج سياقها كان من الممكن أن تؤدى بالشخص نحو الموت أو التعذيب، ونكتة بسيطة قد تجعل الشخص يعانى السقوط الحر بشكل مباشر من أسوار المدينة، وحتى سوء طهى طعامها قد يودى بالطاهى إلى الإعدام تماماً. وعندما لم تكن الإمبراطورة آنا تمارس هواياتها بتعذيب البشر وقتل كل من يتجرأ على فعل ما لا يعجبها، كانت تجد التسلية بإذلال من يخطر ببالها بإرغامه على تقليد دجاجة أو كلب لساعات أمامها فقط من أجل أن تضحك هى، وفى حال لم يكن التقليد جيداً أو لم يعجبها ويضحكها فكانت ترغم هؤلاء الأشخاص على النوم عراة فى ثلج شتاء روسيا.
إيفان الرهيب
فقد ملك روسيا والديه وهو طفل وتعرض للتعذيب على أيدي أعضاء الحكومة الروسية، وأدى ذلك إلى جنونه، ففي سن 14 عاما تولى السلطة وأطعم رئيس الحكومة "كلاب" تحول الى طاغية مستبد مسؤول عن ارتكاب عدد كبير من المجازر الوحشية.
ويقال إن مؤرخي القرن التاسع عشر، الذين اماطوا اللثام عن كثير من الدلائل والحقائق اخذوا يرتجفون رعبا واصابهم الذهول حينما تعرفوا على المذابح وعمليات التعذيب التي تمت على يد حاكم مسكون بالشك والارتياب من امكانية تعرضه الى العقاب الصارم جراء ارتكابه لتلك المجازر، كانت الطريقة المفضلة في التعذيب هي تهشيم الارجل قبل ان تلقى الضحايا في الثلج او جعلهم يزحفون قبل ان يطلبوا الرحمة.
في عهد ايفان كانت العوائل النبيلة وحتى خدمهم من الاهداف الرئيسية، كانت تجرى عمليات اغتصاب وقتل جماعي للنساء الارستقراطيات، وفي بعض الاحيان كانت تباد مجتمعات بأكملها او يتم التخلص منها بأي شكل من الاشكال.
أما مرض إيفان السايكولوجي فهو غير معروف تماما، لكنه يدعي ان طفولته كانت غير سعيدة حينما ورث العرش، إذا كان يوجه من قبل افراد من طبقة النبلاء في روسيا والذين قام بتصفيتهم فيما بعد، غير ان عواطفه المضطربة افصحت عن نفسها كلية بعد موت زوجته اناستازيا عام 1650 وهو في السابعة والعشرين من العمر.
تشارلز جيتو
تعرض الرئيس الأمريكي الأسبق جيمس جارفيلد للاغتيال على يد تشارلز جيتو، وذلك في 2 يوليو عام 1881، والتي توفى على أثرها في 19 سبتمبر من العام نفسه، ليكون بذلك صاحب ثانى أقصر فترة حكم لرئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
كان جيمس جارفيلد قد حقق شهرته بسبب مشاركته فى الحرب الأهلية الأمريكية إلى جانب قوات الاتحاد وحصوله على رتبة كولونيل، وبالتالى تحول إلى رمز من رموز ولاية أوهايو، فدخل مجلس النواب الأمريكى فى شهر مارس سنة 1863.
ويقال إن والد جيتو رجل غريب الأطوار، وهذا الأمر ليس غريباً، إذ هناك سيرة جنون في تاريخ العائلة، واستقبلت مشفى الأمراض العقلية العديد من أقاربه وقريباته، فقد الابن انخرط في الدراسة ضمن كلية جامعية، لكنه تخلى عن ذلك وانغمس في حياة تلك الجماعة الأصولية، وأخذ يتصور، كما لوالده في إحدى الرسائل.
ورث جيتو شيئاً من الجنون، وانطلقت شرارة الاغتيال لديه منذ اهتمامه بالسياسة، عندما انتسب إلى الحزب الجمهوري، وكتب خطاباً لدعم جارفيلد بعد فوز الأخير بترشيح الحزب الجمهوري في الحملة الرئاسية لعام 1880، وألقى الخطاب الذي كتبه على أعضاء اللجنة الوطنية للجمهوريين، مما جعله يعتقد أنه مسؤول إلى حد كبير عن انتصار جارفيلد في الترشح.
ال كابونى
يعد الزعيم آل كابوني أشهر رجل عصابات أمريكي في القرن العشرين، حيث سيطرت عصابته على ولاية شيكاجو بالولايات المتحدة الأمريكية، وهذا جعله يمتلك أعمال مشبوهة تقدر بملايين الدولارات.
أصيب "كابونى" بمرض الزهري، ولم يطلب العلاج أبدًا، مما تسبب في انتقال المرض إلى مرض الزهري العصبي، مما أدى إلى إصابته بالخرف، وبعد قضاء ست سنوات ونصف في السجن، تم إطلاق سراح كابوني في عام 1939 إلى مستشفى للأمراض العقلية في بالتيمور، حيث مكث لمدة ثلاث سنوات.
بعد ذلك تدهورت صحة آل كابوني، وبحلول عام 1946 أجرى طبيبة وطبيب نفسي في بالتيمور فحوصات، وخلصوا إلى أن القدرة العقلية لـ آل كابوني تماثل القدرة العقلية لطفل يبلغ من العمر 12 عامًا، وفى 25 يناير 1947، توفى بسبب سكتة قلبية.