صدرت حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة رواية "فرد سمان" للكاتب أحمد منصور الخويلدى ئيس نادي أدب بيت ثقافة القنطرة شرق بالاسماعيلية وتتناول مسيرة رجل أصيب منذ صغره بإعاقة ويحاولكشف حقيقة نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة، قبل أن يتمكن هذا البطل "الطفل" من التغلب على تلك الإعاقة التي لديه بالعمل والكفاح وفي النهاية نجده يفكر ويجتهد ثقافيًا وعلميًا ليتعايش مع المجتمع.
من شخصيات الرواية المعلم الشيخ (عيد) الذي لمْ يتركْ هذا البطل في مهب الريح بل أخذه معه ودربه على صيد السمان، وأفاض عليه من حكمته وفلسفته، مما أدرَّ عليه ربحًا كبيرًا، وتتوالى الأحداث ليعمل ذلك البطل في أحد المصالح الحكومية، ويكتشف أن هناك خللا وفسادًا وبعضًا من السلبيات المعيبة أخلاقيًا عند البعض منهم، فيحاول تصوير ما يحدث بطريقة ذكية جدًا ليؤكد أنه إنسان وطني يحب ويعشق هذا البلد، وهو يرفض مثل تلك الأمور التي تنال من الوطن، وهنا وفي هذه الجزئية تحديدًا نرى "الضمير" الذي تعزف عليه الرواية أيضًا منذ البدء وحتى المنتهى، ذلك الضمير الذي يتمثله ذلك البطل صاحب الإعاقة والشيخ (عيد) المحب للجميع والذي لا يحمل ضغينة لأحد بل يساعد الجميع.
كما تستعرض الرواية جوانب من حيوات أسرة البطل وأخيه وأمه وعائلته الباحثين عن الخير والحق، دون التعدي على الآخرين، حتى ولو ظلمهم الآخرون، وتحاول الرواية التأكيد على قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم :"اغتربوا لا تضووا" أي اغتربوا في الزواج، ابتعدوا عن الأقارب في الزواج حتى لا يأتي النسل ضعيفاً، وهو ما رأيناه عند عائلات كاملة في بلادنا ممن لا يريدون خروج بناتهم للزواج من أغراب.