استطاع المسلمين الانتصار على الصلبيين فى معركة حطين، بقيادة صلاح الدين الأيوبى، فى مثل هذا اليوم 4 يوليو من عام 1187م، وهى المعركة الفاصلة بين الصليبيين والمسلمين والتى وقعت بالقرب من قرية المجاودة بين الناصرة وطبرية، ولكن بعد انتصار المسلمين بتلك المعركة، هل قام الصلبيين بشن هجوم أخر لاستعادة القدس من قبضة الناصر صلاح الدين؟
لا شك أن المكانة الكبرى التى حققها صلاح الدين لنفسه فى التاريخ جاءت نتيجة موقفه الحازم من الصليبيين، وكانت المعركة الكبرى الفاصلة بين صلاح الدين والصليبيين هى موقعة حطين، حيث استطاع صلاح الدين هزيمة الصليبيين هزيمة نكراء، وقام بعدها بتحرير بيت المقدس من يد الصليبيين، كما حرر الكثير من مدن الساحل.
على أثر انتصارات صلاح الدين دعا بابا روما جريجورى الثامن ملوك أوروبا بالقيام بحملة صليبية جديدة لمواجهة صلاح الدين واستعادة بيت المقدس من قبضته، وبالفعل جاءت الحملية الصليبية الثالثة بقيادة ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا بعد عامين من حطين دون أن يظفر قلب الأسد باسترجاع بيت المقدس.
وانتهى القتال بين الفريقين بصلح الرملة عام 588هـ/1192م، وبمقتضاه لم يبق فى أيدى الصليبيين سوى شريط ساحلى يمتد بين صور ويافا. وهكذا كانت حروب صلاح الدين بداية النهاية للغزوات الصليبية، فقد كان لها من الضربات القوية ما جعلها تتحول من الهجوم إلى الدفاع عما تبقى لها من ممتلكات متناثرة تعرضت للانحلال والذبول.
وعقب قيام صلاح الدين بعقد صلح الرملة ورحيل ريتشار قلب الأسد إلى إنجلترا، أصيب صلاح الدين بمرض الحمى الصفراوية فى صفر 589هـ/ فبراير 1193م، وأخذ المرض يشتد ويزيد، حتى رحل عن عالمنا فى 4 مارس 1193ميلادية.