أدرجت منظمة اليونسكو، حساء الشمندر الأوكرانى، أو ما يعرف بـ"بورشت" على قائمة التراث الثقافى غير المادى، الذى يحتاج إلى صون عاجل، وذلك خلال اجتماعها الذى عقد مؤخرا، فما الذى نعرفه عنه؟، ولماذا أدرجته بشكل عاجل.
اللجنة التى أدرجت حساء الشمندر الأوكرانى، أو ما يعرف بـ"بورشت"، قالت عنه أنه النسخة الوطنية من حساء الشمندر الذى يؤكل فى عدة بلدان فى المنطقة، وهو جزء لا يتجزأ من حياة الأسرة الأوكرانية والمجتمع الأوكراني؛ وتُخصص له مهرجانات وفعاليات ثقافية. وكان قد أدرج فى عام 2020 فى القائمة الوطنية للتراث الثقافى غير المادى لأوكرانيا، وكانت اللجنة ستنظر فى إدراجه فى القائمة التمثيلية فى دورتها التى ستُعقد فى عام 2030.
وأوضحت اليونسكو أنه بسبب الحرب الدائرة حالياً وآثارها السلبية فى هذا التقليد، طلبت أوكرانيا من الدول الأعضاء فى اللجنة تسريع النظر فى ملف ترشيح هذا الحساء بغية إدراجه فى قائمة الصون العاجل كحالة طارئة قصوى، بما يتوافق مع قواعد وإجراءات الاتفاقية. وقد وافقت اللجنة اليوم على الإدراج.
وأوضحت اليونسكو فى بيان رسمى أن الغرض من قائمة التراث الثقافى غير المادى الذى يحتاج إلى صون عاجل يتمثل فى حشد الاهتمام بغية صون التراث الثقافى غير المادى الذى تتعرض قدرته على الاستمرار للخطر على الرغم من بذل المجتمع أو الدولة الطرف أقصى جهد ممكن لصونه. ويفسح إدراج أحد العناصر المجال أمام الجهات المعنية لكى تشارك فى التعاون الدولى وتقدم المساعدة من أجل وضع خطة عمل مخصصة لصون العنصر وتنفيذها.
وأشارت اللجنة الدولية فى قرارها إلى أن "النزاع المسلح قد هدد قدرة هذا العنصر على الاستمرار. ويهدد تهجير البشر وحاملى هذه الثقافة العنصر، وذلك لأن عجز الناس لا يقتصر على القدرة على زراعة وطهو الخضروات المحلية اللازمة لإعداد "حساء الشمندر"، فإنهم عاجزون أيضاً عن التجمع لممارسة هذه الثقافة، الأمر الذى يقوض الرفاه الاجتماعى والثقافى للمجتمعات".
المعروف أن ثقافة طهو حساء الشمندر الأوكرانى شائعة منذ أمد بعيد، وتتغنى بها أوكرانيا من شرقها إلى غربها بمشاركة المجتمعات المحلية والعائلات والمطاعم التى تضيف لمساتها الخاصة إلى هذا الطبق الشعبى التقليدي، وتبتكر أصنافاً جديدة منه، والمكون الأساسى لهذا الطبق هو جذور الشمندر.
ويعتبر هذا الطبق بمنزلة مرآة للخصائص والمنتجات المحلية حسب المنطقة. ويُطهى طبق "حساء الشمندر" بطرق مختلفة قد يدخل فيها الفطر والأسماك والفلفل الحلو. وعديدة هى المناسبات التى يُحضر فيها هذا الطبق، بدءاً من حفلات الزفاف، إلى مسابقات الطعام، وانتهاء بالسياحة، ويُعتبر جزءاً أصيلاً من نسيج المجتمع الأوكرانى والتراث الثقافى والهوية والتقاليد.
وتجدر الإشارة إلى أن ثقافة طهو حساء الشمندر الأوكرانى شائعة لدى المجتمعات المحلية فى المنطقة بوجه عام. ومن هنا، وبينما يأتى إدراج هذه الثقافة فى قائمة اليونسكو للتراث الثقافى غير المادى كإقرار بأهميتها الاجتماعية والثقافية للأوكرانيين، فإن إدراج أى عنصر من التراث الثقافى غير المادى فى إحدى قوائم اتفاقية اليونسكو لعام 2003 لصون التراث الثقافى غير المادى لا يعنى تفرد جهة معينة بالعنصر أو حصر ملكيته فيها. انضمت "ثقافة طهو حساء الشمندر الأوكراني" إلى العناصر الأوكرانية الأربعة المدرجة من قبل فى قائمة اليونسكو للتراث الثقافى غير المادي.