يعد خليل مطران أول من ابتكر اسم "عُطيل" عند ترجمته مسرحية شكسبير الشهيرة، وهو الاسم الذي ظل وسيظل شائعاً فلم نسمع أحداً يقول (أوثيلو) أو “othelo”وهو اسم المسرحية الأصلى وقد سار في ذلك على نهج القدامى في التعريب، وبذلك لم يترك مجالاً لاسم آخر ينافسه، وقد اختار مطران اسم عطيل لأنه كان يرى أن "عطيل" اسم معروف في شمال أفريقيا.
وقد ذكر الناقد السورى حنا عبود في إحدى ترجماته: "لا نعرف قبل خليل مطران من تعامل مع النص الشكسبيري بمثل هذه الدقة والاحترام الكبير والخبرة المسرحية، فقد كان مطران من أوائل المؤهلين لترجمة شكسبير: فهو شاعر كبير يُدرك منعطفات القول الشعري وتأويلاته، وهو من المطلعين على المسرح والآداب الأجنبية نظراً إلى معرفته بلغاتها، وكان في صُحبة كبار الممثلين والمخرجين في مصر".
وقد ترجم مطران أربع مسرحيات لشكسبير هي: "تاجر البندقية، وعطيل، وهاملت، وماكبث"، ويُعتقد أن هذه المسرحية كتبت في سنة 1603م وأنها مستوحاة من قصة قمر الزمان ومعشوقته في حكايات ألف ليلة وليلة وقد نشرت هذه المسرحية لأول مرة في عام 1565م.
تدور أحداث المسرحية في البداية في مدينة البندقية الإيطالية حيث تدور مواجهة بحرية مع الأسطول التركي في الجهة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط قرب جزيرة قبرص فيتم الاستنجاد بالقائد الفذ عُطيل ذو الخبرة العسكرية لإنهاء هذا التوتر، يقوم عُطيل بالسفر مع جيشه لتنتقل أحداث المسرحية إلى جزيرة قبرص.
يتم استدعاء عُطيل إلى مجلس الشيوخ وهناك يقوم برابانتيو باتهام عُطيل بإغواء ديدمونة باستخدام السحر فيدافع عُطيل عن نفسه أمام دوق البندقية وأقرباء برابانتيو لودوفيكو وجراتيانو ومختلف أعضاء مجلس الشيوخ. تشرح ديدمونة بأنها قد أحبت عُطيل وأعجبت به عندما كان يأتي إلى والدها ليقص عليه بعض المغامرات التي عاشها في صغره، مضيفة أنها أحبته نظرا للمخاطر التي مر بها ومبينة له أنها ترى وجه «عُطيل» في عقله ولا تهتم بالمظاهر.
ويتبين أن «عُطيل» بادلها نفس الشعور لأنها أعجبت بتلك المخاطر التي كانت السبب في حبها له على الرغم من كونه فقيرا وغير وسيم وتفضيله على سائر معجبيها ولا يعود هذا الإعجاب لأي مكيدة أو سحر.