تمر اليوم الذكرى الـ 1069 على إنشاء مدينة القاهرة الفاطمية، التي بناها الحلواني الشهير جوهر الصقلي، فما الذي حدث؟.. حشد المعز لدين الله الفاطمى جيشا لغزو مصر وجعل قيادته لجوهر الصقلي الذي دخل مصر في 17 شعبان 358 هـ/6 يوليو 969 م دون مقاومة تذكر.
أما القاهرة فهي المدينة التي أنشأها القائد الفاطمي جوهر الصقلي سنة (358 هـ - 969 م) شمالي مدينة الفسطاط وبناها في ثلاثة سنوات، وأطلق عليها اسم "المنصورية" ثم جاء الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في 7 رمضان 362هـ= 11 يونيو 972م، وجعلها عاصمة لدولته، وسماها "القاهرة" وهو اسمها الحالي، وأقام في القصر الذي بناه جوهر، وفي اليوم الثاني خرج لاستقبال مهنئيه وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرا للخلافة الفاطمية، وانقطعت تبعيتها للخلافة العباسية وشهدت القاهرة أزهي أوقاتها آنذاك من الازدهار بحكم كونها عاصمة للدولة الفاطمية وكانت مساحتها على حوالي 340 فدانا، وشرع في تأسيس الجامع الأزهر وأحيطت العاصمة بسور من الطوب اللبن وجعل له أبوابا في جهاته المختلفة من أشهرها باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح.
قبل وضع أساس القاهرة أتى جوهر بالعرافين كما تروي جيهان مأمون في كتابها "همسات مصرية.. جولة عبر الماضي"، وطلب منهم أن يختاروا توقيتا يكون طالعه سعيدا لرمي الأساس، وأحاط المدينة بقوائم خشبية، ووضع بين كل عمود وآخر حبالا تتدلى منها أجراس، لتدق كلها في وقت واحد عندما يعطى العرافون الإشارة المتفق عليها.
وقف العرافون يتشاورون ويحسبون حساباتهم الفلكية، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد وقف غراب فوق أحد الحبال فدقت الأجراس وظن العمال أنها الإشارة المتفق عليها فقاموا برمي الأساس، وتصادف أن ظهر في السماء في هذا التوقيت كوكب المريخ الذي يطلق عليه "قاهر الفلك" ولذلك سميت القاهرة..!
اختار جوهر موقع المدينة الجديدة إلى الشمال من العواصم الثلاثة السابقة وأحاطها بسور سميك، واتخذت المدينة شكلا مستطيلا، ويوجد في كل ضلع من أضلاع السور بابان، ولم يكن مسموحا للعامة بدخولها إلا بإذن خاص، فكانت أقرب إلى الحصون منها إلى المدن.
وصل المعز إلى القاهرة بعد 4 سنوات في قافلة ضخمة، وأحضر معه رفات آبائه وأجداده وأنشأ لهم مدفنا وأطلق عليه تربة الزعفران – مكان خان الخليلي حاليا – وأعجب بالمدينة الجديدة أشد الإعجاب لكنه عاب بعدها عن النيل.