ثلاثة أجيال تلتقي من عائلة سيجموند فرويد في 20 لوحة رسمها الحفيد الرسام المعروف لوسيان فرويد لوالدته لوسي مستلقية على الأريكة الاستشارية الشهيرة لجده حيث ترقد المرأة كما لو كانت تطفو في الفضاء وعيناها مغمضتان وذراعها لأعلى في بادرة استسلام.
يقول أمين المعرض الذى يستضيف لوحات لوسيان فرويد في لندن "مارتن جيفورد" الذي كان يعرف لوسيان فرويد أن الرسام كان لديه "مشاكل مع الأم" ليس لأنها كانت صارمة كالمعتاد ولكن لأنها لم تكن كذلك فقد كانت ليبرالية من فايمار تؤمن بالتربية المتحررة، وقد كافأته لكونه متحررا زيادة عن اللازم، وقد استاء منها بسبب ذلك.
ولم تكشف لوحة فرويد لأمه في السبعينيات عن أي إشارة إلى العداء أو العشق، بل جسدت الموضوعية المطلقة مع التركيز بهدوء على فستانها المنقوش كما هو الحال على جسدها المجعد، "نحن حقائق" أو كما يقول فرويد: "نحن نتنفس ونتكاثر ونموت"، وهذه اللوحة، مثل كل لوحاته تريد فقط أن تجسد الوجود في العين لتكشف والدته في واقعها المادي بعظامها وأعضائها تحت الفستان حيث اعتقد الحفيد لوسيان فرويد دوما أن هذا هو الغرض من الفن: الحفاظ على أثر لوجودنا.. فهذا هو فقط مغزى الفن بالنسبة له وفقا للجارديان البريطانية.
هذا المعرض بعنوان "الرسام وعائلته" يقدم أعمال لوسيان فرويد التى تظهر مشاعره تجاه أفراد عائلته التى تضم جدا شهيرا هو سيجموند فرويد، ومنها لوحة أنتجها عام 1995 بعنوان إستر وألبي لأم ترضع طفلها حيث يشعر الفنان بالتعاطف مع الطفل الرضيع وهو ما يظهر بوضوح في لوحته.