كان هيرنان كورتيس مستكشفا إسبانيًا اشتهر بغزو إمبراطورية الأزتك عام 1521 والمطالبة بضم المكسيك لإسبانيا كما ساعد فى استعمار كوبا وأصبح حاكمًا لإسبانيا الجديدة وهى منطقة شاسعة تضم أجزاء كبيرة من أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية، بالإضافة إلى العديد من أرخبيلات جزر المحيط الهادئ.
ولد كورتيس عام 1485 في ميديلين بإسبانيا وكان الابن الوحيد لأبوين نبيلين، رغم أن عائلته لم تكن ثرية، كان على ما يبدو طفلًا ذكيًا ولكنه صعب المراس وكان مصدر قلق والديه كثيرًا ووفقًا لبريتانيكا وصف سكرتير كورتيس الذى كتب تاريخ عن مسار رحلته للعالم الجديد التى تحتوى على بعض المعلومات عن السيرة الذاتية، أنه قاس ومتغطرس ومؤذ ومثير للجدل.
في سن الرابعة عشرة تم إرسال كورتيس لدراسة القانون في جامعة سالامانكا بإسبانيا، لكنه كان غير سعيد وتواق إلى حياة مليئة بالحيوية، لذلك ترك الدراسة بعد عامين ثم أصبح كورتيس مفتونًا بقصص استكشافات كريستوفر كولومبوس للعالم الجديد.
كان كولومبوس وأعضاء بعثته أول أوروبيين يرون جزر الهند الغربية عندما هبطوا في جزيرة سان سلفادور في جزر الباهاما واستكشفوا جزرًا أخرى فى عام 1492 كان كولومبوس قد أبحر على أمل العثور على طريق إلى آسيا أو الهند.
فشلت رحلة كولومبوس الاستكشافية في الوصول إلى وجهتها المقصودة وبدلاً من ذلك عثر على الأمريكتين والتي كانت غير معروفة تمامًا للأوروبيين في ذلك الوقت (كان كولومبوس مقتنعًا في لدى رسو سفنه بجزر الهند الغربية بأنه وصل إلى آسيا وهذا هو سبب تسمية المنطقة بـ "جزر الهند الغربية" وفقًا لبريتانيكا) وقد تسببت التقارير المتعلقة برحلة كولومبوس في موجة من الإثارة في إسبانيا وأوروبا، وانطلقت عدة رحلات استكشافية أخرى لاستكشاف هذا "العالم الجديد" في السنوات التالية.
قرر كورتيس البحث عن الثروة والمغامرة في هيسبانيولا (جمهورية الدومينيكان الحديثة وهايتي) وفي عام 1504 ، عندما كان عمره 19 عامًا ، أبحر كورتيس إلى العالم الجديد.
في فبراير 1519 وصلت سفن كورتيس إلى الساحل المكسيكي في يوكاتان، الذي كان مجالًا للشعوب الناطقة بالمايا وكان الإسبان حريصين على الاستقرار في المنطقة وكان كورتيس مهتمًا أيضًا بتحويل الأمريكيين الأصليين إلى المسيحية.
واصل كورتيس الإبحار غربًا إلى تاباسكو حيث واجه مقاومة من المحاربين الأصليين وبالطبع تغلبت عليهم القوة الإسبانية، واستسلم السكان الأصليون ولم يقتصر الأمر على أن أسلحة الإسبان الأسلحة الفولاذية والأقواس والنشاب أثبتت تفوقها في المواجهة، ولكن كذلك فعلت خيول كورتيس حيث أحضر معه 16 حصانًا في الرحلة الاستكشافية ولم يكن السكان الأصليون على دراية بهم وبحسب ما ورد كانوا خائفين من الوحوش.
برنال دياز ديل كاستيلو وهو جندي سار مع كورتيس كتب لاحقًا تاريخ الحملة الاستكشافية بعنوان "التاريخ الحقيقي لغزو إسبانيا الجديدة وصف طريقة رؤية السكان الأصليين للخيول بقوله: "الهنود الحمر الذين لم يروا خيولًا من قبل لم يستطيعوا التفكير بخلاف أن الحصان والفارس كانا جسدًا واحدًا، لقد أذهلهم هذا الأمر تمامًا لدرجة أنهم غادروا السهل وانسحبوا إلى أراض مرتفعة".