صدر حديثًا كتاب "36 سنة تشيرنوبل" للأديب الكبير محمد المخزنجي، وهو طبعة جديدة من الكتاب القصصي "لحظات غرق جزيرة الحوت"، مضاف إليها مقدمة جديدة.
ويربط الدكتور محمد المخزنجي في كتابه بين حريق مفاعل تشيرنوبل الكهرو نووي - 1986، ومحرقة حرب روسيا في أوكرانيا - 2022؛ باعتبارهما نتاج موجتيْن من نار سوداء واحدة، انطلقت شرارة إشعالهما من منابع الحماقة البشرية ذاتها، وإن اختلفت أطيافها، وأدوار شياطينها، ليُشوى في لظاها أبرياء البشر وتتفحَّم إبداعات الإنسان وجمالات الأرض. جرسا إنذار من ناقوس تشيرنوبل المنكوبة عينها، يحذران من نار سوداء ثالثة، يرى المؤلف إنها لن تكون إلا نووية، ونهائية، يشعلها قِلة من عظيمي النفوذ وضيعي النفوس، الذين يديرون عالمنا بالتسلط والخبث والحيلة، فهل من نجاة؟!
محمد المخزنجي؛ ولد في المنصورة وتخرج في كلية الطب بها، وتخصص في طب النفس والأعصاب بأوكرانيا، ثم تحوَّل إلى الصحافة الثقافية محررا علميا لمجلة العربي، بعدها تفرغ كاتبًا حرا يتفرد بمزج العلم بالأدب في كتاباته الصحفية. صدرت له تسعة كتب قصصية، وكتابان أحدهما في أدب الرحلات، والآخر في الطب التكامُلي، وكتابان في الأدب البيئي للناشئة، وكتاب في قالب "رواية الحقيقة القصصية" عن كارثة تشيرنوبل، ثم كتاب يضم "نوفيلا" و"تكريسة"، كما أفرد كتابا عن مأثرة الدكتور محمد غنيم، ترجمت بعض أعماله إلى الألمانية والروسية والإنجليزية. ونوقشت عن كتاباته القصصية عدة رسائل جامعية بمصر، ورسالة دكتوراە بجامعة إنديانا الأمريكية.